أعلنت السلطات الأمريكية، أول من أمس الثلاثاء، اعتقال أربعة أشخاص بتهمة التخطيط لشن هجوم بالقنابل على بلدة مسلمة صغيرة في شمال ولاية نيويورك، موضحة أن المحققين ضبطوا قنابل محلية الصنع ونحو 20 بندقية.
وبلدة إسلامبرغ جيب صغير في جبال كاتسكيل على بعد نحو 240 كيلومتراً شمال غربي مدينة نيويورك، وتبلغ مساحتها حوالي 60 فداناً، وتأسست البلدة قبل أكثر من ثلاثة عقود على أيدي مجموعة من المسلمين السود، ويعيش بها ما يقدّر بنحو 200 شخص.
وكانت إسلامبرغ هدفاً في الماضي أيضاً لمتطرفين معادين للمسلمين، فقبل نحو عامين، عوقب رجل يدعى روبرت دوغارت (67 عاماً) من تنيسي بالسجن نحو 20 عاماً بعد إدانته بالتخطيط لمهاجمة البلدة والتخطيط لحرق مسجد فيها عام 2015.
وقال باتريك فيلان، قائد شرطة مدينة غريس بنيويورك، في مؤتمر صحفي أول من أمس: إنه تم الكشف عن المؤامرة المزعومة ضد إسلامبرغ بعدما أطلع طالب في مدرسة «أوديسي أكاديمي» زميلاً له على صورة لطالب آخر وقال له وهو يتباهى «إنه يبدو كمُطلق النار القادم في المدرسة».
وتم إبلاغ أمن المدرسة بهذا الكلام، حيث قام مع الشرطة المحلية بالتحدث مع الطالب الذي كانت معه الصورة ومع الطالب الذي كان فيها، ومن خلال سلسلة من المقابلات والاستجوابات قالت الشرطة: إنها أحبطت مؤامرة خطيرة للهجوم على مجمع «إسلامبيرغ» في مقاطعة ديلاوير.
وقادت التحقيقات الشرطة إلى عمليات بحث واعتقال أربعة أشخاص بينهم الطالب الذي كانت معه الصورة، وقالت الشرطة: إنها لم يكن لديها علم سابق بهذه المؤامرة التي لم تكشف إلا لأن أحد المتهمين تحدث مع أصدقائه حول خطته.
وقال فيلان خلال المؤتمر الصحفي: «لقد أنقذ هذا الطالب أرواح كثير من الناس، إذا نفّذ هؤلاء الطلبة المؤامرة، وقد كانت كل المؤشرات تشير إلى أنهم ذاهبون إلى تنفيذها»، وأشار إلى أن الشرطة تفحص الأجهزة الإلكترونية من هواتف وأجهزة كمبيوتر، مؤكداً أنها عثرت في تلك الأجهزة على بعض المواد «المزعجة والمريبة».
وأوضح مسؤولو الشرطة أن الطلبة الأربعة خططوا لهذا الهجوم على مدار شهر تقريباً، لكن لم يتم تحديد ما إذا كانوا قد حددوا تاريخاً معيناً لتنفيذ هجومهم.
ويواجه برايان كولانري (20 عاماً) وأندرو كرايسل (18 عاماً) وفينسنت فيترومايل (19 عاماً) تهماً تتعلق بحيازة أسلحة بغرض إجرامي وتهماً بالتآمر والتخطيط لعمل إجرامي وكلها جرائم جنائية، ويواجه طالب رابع بالغ من العمر 16 عاماً التهم نفسها، لكن لم يتم الكشف عن اسمه نظراً إلى صغر سنّه ويتم التعامل معه وفق التوصيف القانوني كمجرم مراهق. والمتآمرون الأربعة محتجزون في سجن مقاطعة مونرو، بكفالة تتراوح ما بين 50 و100 ألف دولار للمتهمين الثلاثة وكفالة مليون دولار للشاب البالغ من العمر 16 عاماً.
وأكد قائد شركة مدينة غريس بنيويورك العثور على ثلاث عبوات ناسفة بدائية الصنع في منزل أحد الطلاب الأربعة، إضافة إلى 23 بندقية وأسلحة أخرى تم شراؤها بشكل قانوني.
وأثار الحادث غضب كثير من المنظمات الإسلامية التي طالبت بإنزال أقسى عقوبة على المتهمين، وقال بيان منظمة «مسلمو أمريكا»: «لتحقيق العدالة والردع بشكل صحيح ومنع تكرار مؤامرات إرهابية مماثلة ضد التجمعات المسلمة، فإننا ندعو إلى محاكمة الأفراد المتهمين والمتواطئين معهم وإنزال أشد عقوبة ممكنة وفق القانون».
____________________
المصدر: جريدة “الشرق الأوسط”.