يبذل مسلمو أنجولا جهوداً مكثفة ليعترف البلد الأفريقي بالإسلام ديانة رسمية، ويأملون بالحصول على دعم من منظمات ودول إسلامية في مجالات عديدة.
وقال الأمين العام لمجلس الإرشاد والتعاون الإسلامي في أنجولا، دوؤاد البيرت جا، في تصريح لوكالة “الأناضول”: نأمل أن يجد مجلسنا الرعاية والاهتمام والدعم من المنظمات والدول الإسلامية، وخاصة تركيا.
وأضاف: ندرك الدور الذي تؤديه تركيا في الدفاع عن قضايا الإسلام والمسلمين، مسلمو أنجولا يحتاجون أن تساعدهم أي دولة إسلامية في قضايا عديدة، ولا سيما التعليم.
وأعرب عن سعادته بالجهود المبذولة للتعريف بالإسلام والمسلمين في أنجولا، وقال: نقدر اهتمام تركيا بالإسلام والمسلمين، ونأمل أن يتم إعلامنا بالمؤتمرات الإسلامية التي تعقدها تركيا والدول الإسلامية الأخرى للمشاركة فيها.
وأوضح أن الإصلاحات السياسية الأخيرة في أنجولا أدت إلى تحسن العلاقة بين الحكومة والمسلمين، وبات المسلمون في وضع أفضل.
وشهدت أنجولا، في أغسطس2017، انتخابات رئاسية، فاز بها الرئيس الحالي، جواو لورينسو، منهيا 38 عاماً من حكم خوسيه إدواردو دوس سانتوس (76 عاما).
وتابع البيرت جا أن أغلبية سكان أنجولا من المسيحيين، والإسلام أصبح الآن واقع لا يمكن إنكاره، رغم أنه ما يزال غريبا بالنسبة لبعض الأنجوليين.
وشدد على أن الحكومة السابقة لم تكن منفتحة، خاصة في قضايا الحريات، وقانون المعتقد الديني هو واحدة من أكثر القضايا المثيرة للجدل بشأن الدين.
وينص هذا القانون، منذ عام 2004، على أن الاعتراف بأي دين يتطلب جمع توقيعات من ما لا يقل عن مائة ألف مؤمن بهذا الدين.
ويعتبر حقوقيون أن هذا الشرط القانوني يمثل وسيلة للحد من حرية الدين، ويتعارض مع حقوق الأقليات الدينية.
وأردف البيرت جا أن الحكومة الجديدة دعت إلى فعاليات لمناقشة قضية حرية الدين في بلد به أكثر من 1106 معتقدات، 84 فقط شرعية.
واعتبر أن سياسات الحكومة تمثل فرصة للجميع من أجل بداية جديدة.. والمسلمون سيستفيدون من هذه الحقبة السياسية والاجتماعية الجديدة لإيجاد علاقة أفضل مع الدولة والمجتمع.
وأوضح أن الجمعية الوطنية صادقت قبل أيام على قانون جديد لحرية الدين، خفض عدد المؤمنين المطلوب للاعتراف بديانة ما من مئة ألف إلى ستين ألف.
وتابع: أنشأ مسلمو أنجولا لجنة متخصصة تتعامل مع القضية أمام الهيئات الحكومية، ونعتقد أن سيتم الاعتراف بالإسلام قريبا.
وحول عدد المسلمين في البلد الذي يتجاوز عدد سكانه الـ30 مليون نسمة، قال البيرت جا: لا توجد إحصائية رسمية، لكننا نقدر عدد المسلمين بـ800 ألف، يمثل المسلمون الأنجوليون 20% (160 ألفاً) من هذا العدد والبقية من جاليات أفريقية وعربية.
ولفت إلى أن جذور الإسلام في أنجولا تعود إلى قرابة أربعة قرون، وبدأت مطلع عام 1990 هجرة كبيرة إلى أنجولا من دول غرب أفريقيا (بينها مالي، السنغال، غينيا).
وأوضح البيرت جا أن الهجرة الأخيرة ساهمت في انتشار الإسلام بصورة جيدة، كما انضم العديد من الأنجوليين إلى الإسلام.
تحديات عديدة
بدوره، قال رئيس مجلس الإرشاد والتعاون الإسلامي، محمد صالح جابو: رغم عدم اعتراف الحكومة بالدين الإسلامي حتى الآن كدين رسمي في البلاد، إلا أننا نمارس شعائرنا الدينية بحرية كاملة .
وأضاف جابو أنه يوجد 60 مسجداً، أغلبها تحت رعاية جالية غينيا كوناكري .
وجابو هو أيضاً رئيس جالية غينيا كوناكري في أنجولا، وهي أكبر جالية في البلد الأفريقي.
وتابع أن المجلس يبذل جهود حثيثة لتحقيق أمنية المسلمين باعتراف الحكومة بالدين الإسلامي كدين رسمي.
وأوضح أن جهود مجلس التعاون أدت إلى الحصول على اعتراف أولي من وزارة العدل بالمجلس، والسماح له بممارسة نشاطه في الجوانب الثقافية والاجتماعية بين المسلمين.
ومضى قائلاً: نسعى الآن إلى نيل اعتراف من جهات وزارية أخرى، ونتوقع أن تعترف الدولة بالدين الإسلامي كديانة رسمية.
ودعا جابو الدول الإسلامية إلى مساعدة مسلمي أنجولا: نحتاج لمساندة ودعم من إخواننا المسلمين، حيث نواجه تحديات عديدة، منها عدم توفر الكتب الدينية والثقافية باللغة البرتغالية، مع زيادة أعداد المسلمين في أنجولا.
ويحكم حزب “الحركة الشعبية لتحرير أنجولا” البلد الأفريقي، منذ عام 1975، مع استقلاله عن البرتغال.