ازدحم منزل عائلة “اشتيوي” في مدينة غزة، السبت، بالدموع ومشاعر الحزن والألم فور وصول جثمان طفلها الأكبر “حمزة” لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه.
وقتل حمزة (17 عامًا) أمس الجمعة، برصاصة صهيونية غادرة استهدفته أثناء مشاركته في مسيرات “العودة وكسر الحصار” الشعبية السلمية، قرب الحدود الشرقية لقطاع غزة.
واحتشد آلاف الفلسطينيين أمام منزل “اشتيوي” قبيل تشييع جنازة الشهيد، ورددوا تكبيرات وهتافات غاضبة تستنكر قتل الاحتلال للطفل “بدم بارد” أثناء مشاركته بمسيرة سلمية.
حاول محمد اشتيوي، والد الطفل الشهيد، أن يحبس دموعه بينما كان يلقي النظرة الأخيرة على ابنه البكر، فيما ارتسمت على محياه مشاعر متداخلة من الحزن والألم لدى وداعه فلذة كبده.
وفور إدخال جثمان حمزة الملفوف بالعلم الفلسطيني، إلى المنزل نثر عليه أشقاؤه الأربعة ووالدته وأقاربه الورود الحمراء، وهم يرددون التكبيرات وهتافات “يا شهيد ارتاح ارتاح.. نحن نواصل الكفاح”، بأصوات ممزوجة بالحسرة والدموع.
تقول صابرين اشتيوي، والدة الشهيد الطفل: حمزة كان حنونا وطيبا ومحبوبا من الجميع ولا يؤذي أحد، لا أعلم لماذا قتلته “إسرائيل”؟.
وتضيف، بحسب “الأناضول”: كل يوم جمعة كان يذهب للمشاركة في مسيرات العودة قرب حدود غزة، وكنت لا أقلق عليه لكونه يتواجد مع بقية أصحابه في الصفوف الخلفية للمسيرات بعيدا عن السياج الحدودي. أمس (الجمعة) عندما ذهب حمزة إلى المسيرات راودني شعور قوي بأنه سيصاب أو يستشهد برصاص القوات الإسرائيلية، تكمل والدة الشهيد.
حديث والدة الطفل حمزة حول تواجد نجلها في الصفوف الخلفية لمسيرات العودة وعدم اقترابه من السياج الفاصل، أكده المسعف رامي أبو العبد.
وكتب المسعف “أبو العبد”، على “فيسبوك”: الشهيد اشتيوي أُعدم بدم بارد. كان يجلس خلفي ويضع يده على قدميه (عند وقوع الحدث) سمعت صوت طلق (رصاصة) وبصفتي مسعف بالميدان ركضت نحوه.
ويضيف المسعف: نظرت إليه لأعرف مكان الإصابة، فوجدت الدم يتدفق بشكل كبير من رقبته، وأدركت أنها إصابة قاتلة.
وإضافة إلى الطفل “اشتيوي” قتلت قوات الاحتلال، الجمعة، الطفل حسن شلبي (14عاما)، أثناء مشاركته أيضًا بمسيرات “العودة”، قرب الحدود الشرقية لمنطقة وسط القطاع.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، إصابة 17 فلسطينيا بالذخيرة الحية، أطلقها جيش الاحتلال تجاه المتظاهرين، قرب حدود القطاع.
من جانبه، قال مركز “الميزان لحقوق الإنسان” (غير حكومي): إن قوات الاحتلال استخدمت القوة المفرطة والمميتة في قمع مسيرات العودة، الجمعة.
وأشار المركز، في بيان، أن حصيلة ضحايا انتهاكات الاحتلال ضد مسيرات “العودة” منذ انطلاقها في 30 مارس 2018، بلغت 188 شهيدا بينهم 38 طفلا وسيدتين و8 من ذوي الإعاقة و3 مسعفين، إضافة إلى 14 ألف و378 إصابة بجروح مختلفة.