تصاعد التوتر بين الهند وباكستان مجدداً على خلفية تفجير أوقع عشرات القتلى من قوات الأمن الهندية في الشطر الذي تسيطر عليه نيودلهي من إقليم كشمير، وتبنته جماعة جيش محمد التي تتمركز في باكستان.
ويتجه المشهد العسكري الأحدث بين البلدين -اللذين خاضا ثلاث حروب منذ الاستقلال- إلى مزيد من التأزم بعد غارات هندية على الشطر الباكستاني من كشمير، أعقبها تبادل للقصف المدفعي وإسقاط الجيش الباكستاني طائرتين هنديتين وأسر طياريهما، مما قد ينذر بانزلاق النزاع بين الجانبين نحو حافة حرب جديدة في شبه القارة الهندية.
ومن بين حروبهما الثلاث منذ الاستقلال عن بريطانيا عام 1947، خاض البلدان اثنتين منها (1947 و1965م) على إقليم كشمير الذي يتنازعان السيطرة عليه.
وفي ظل قرع طبول الحرب الجديدة، فيما يلي نظرة على موازين القوة العسكرية لكلا البلدين:
الميزانية العسكرية
في 2018م خصصت الهند أربعة تريليونات روبية (58 مليار دولار) أي 2.1% من الناتج المحلي الإجمالي لدعم جيشها البالغ قوامه 1.4 مليون جندي، وفق تقديرات المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية.
أما باكستان فقد أنفقت العام الماضي 1.26 ترليون روبية باكستانية (11 مليار دولار)، أي نحو 3.6% من ناتجها المحلي الإجمالي، على جيشها البالغ قوامه 653 ألفا و800 جندي.
ويقول معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام: إن باكستان خصصت أكثر من 20% من الإنفاق الحكومي السنوي على الجيش بين عامي 1993 و2006م، لكن في عام 2017م كان نصيب الجيش من الإنفاق الحكومي 16.7%.
وللمقارنة بلغت نسبة الإنفاق العسكري الهندي أقل من 12% من الإنفاق الحكومي خلال المدة نفسها، وفقاً لتقدير المعهد ذاته، وبلغت النسبة 9.1% في 2017م.
الصواريخ
يمتلك كل من البلدين صواريخ باليستية قادرة على حمل رؤوس نووية، وبحسب مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن، فإن لدى الهند تسعة أنواع من الصواريخ العاملة منها الصاروخ “أغني-3” الذي يتراوح مداه بين 3 آلاف و5 آلاف كلم.
في المقابل يقول المركز إن برنامج باكستان الصاروخي الذي تأسس بمساعدة صينية، يتضمن صواريخ متحركة للمدى القصير والمدى المتوسط يمكن أن تصل إلى أي مكان في الهند، كما يصل مدى الصاروخ “شاهين 2” إلى ألفي كيلومتر، وهو أطول صواريخ باكستان مدى.
الرؤوس النووية
ويقدر معهد ستوكهولم امتلاك باكستان ما بين 140 و150 رأساً حربياً نووياً بالمقارنة مع ما بين 130 و140 لدى الهند.
وقد أكدت باكستان في 2011م امتلاكها أسلحة نووية تكتيكية قادرة على ضرب أهداف محددة (على بعد 50 إلى 100كم)، وهو وما يمنحها تفوقا على الهند في هذا المجال.
القوات البرية
تمتلك الهند قوات برية قوامها 1.2 مليون جندي، تدعمها أكثر من 3565 دبابة قتالية و3100 عربة مشاة قتالية و336 ناقلة جنود مدرعة و9719 قطعة مدفعية، بحسب المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية.
أما القوات البرية في باكستان فهي أصغر حجماً، إذ يبلغ قوامها 560 ألف جندي، تدعمهم 2496 دبابة قتالية و1605 ناقلات جنود مدرعة و4472 قطعة مدفعية، منها 375 مدفع هاوتزر ذاتي الدفع.
ويشير المعهد الدولي في تقرير صدر عنه في فبراير الجاري إلى أنه رغم ضخامة جيش الهند، فإن “عدم كفاية الوسائل اللوجستية ونقص الصيانة والذخائر وقطع الغيار يحد من قدرات قواتها التقليدية”.
القوات الجوية
يملك سلاح الجو الهندي 814 طائرة حربية، ويبلغ قوامه 127 ألفا و200 فرد، لذا فإنه أكبر حجماً بكثير من نظيره الباكستاني، لكن ثمة مخاوف تتعلق بأسطوله من المقاتلات الحربية.
وتتطلب خطط الهند الدفاعية 42 سرباً (تعادل نحو 750 طائرة) للدفاع عن البلاد في مواجهة هجوم على محورين من الصين وباكستان.
ويقول مسؤولون إنه مع بلوغ المقاتلات الروسية القديمة مثل “ميغ-21” -التي تستخدم منذ ستينيات القرن العشرين- مرحلة التقاعد، يمكن أن يصبح لدى الهند 22 سرباً فقط بحلول عام 2032.
أما باكستان فتملك 425 طائرة حربية من بينها طائرات “أف-7بي. جي” الصينية ومقاتلات أف-16″ الأمريكية.
ويقول المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية إن لديها أيضاً سبع طائرات للإنذار المبكر والقيادة المحمولة جواً بزيادة ثلاث طائرات عما تملكه الهند.
وقال المعهد في تقديراته لعام 2019م إن “سلاح الجو (الباكستاني) يعمل على تحديث ما لديه من طائرات وفي الوقت نفسه تحسين قدرات توجيه الضربات الدقيقة والاستخبارات والمراقبة والاستطلاع”.
القوات البحرية
تتألف البحرية الهندية من حاملة طائرات واحدة و16 غواصة و14 مدمرة و13 فرقاطة و106 من سفن الدورية والعمليات الحربية الساحلية، كما أن لديها 75 طائرة تمتلك قدرات قتالية.
ويبلغ قوام القوات البحرية في الهند 67700 فرد بمن فيهم مشاة البحرية والعاملون في تشغيل طائراتها.
أما باكستان فلديها 9 فرقاطات و8 غواصات و17 سفينة للدوريات والعمليات الساحلية و8 طائرات لديها قدرات حربية.