أعلنت النيابة المصرية أن الحادث الذي شهدته المحطة الرئيسة للقطارات بالعاصمة القاهرة، أمس الأربعاء، وقع بسبب شجار بين سائقي قاطرتين؛ ما دفع أحدهما لترك قاطرته دون إيقاف محركها فانطلقت بسرعة عالية وأسفرت عن الحادث.
جاء ذلك في بيان للنائب العام المصري، نبيل صادق، بشأن نتائج تحقيقات النيابة في الحادث الذي وقع صباح الأربعاء، وأودى بحياة أكثر من 20 شخصًا وإصابة 50 آخرين.
وقال البيان، وفق ما نقلته “الأناضول”: إن التحقيقات كشفت أن جرار (قاطرة) مرتكب الحادث أثناء سيره متجهًا إلى مكان التخزين، تقابل مع جرار آخر أثناء دورانه على خط مجاور عكس الاتجاه، ما أدى إلى تشابكهما (إثر تلامس القاطرتين).
وأضاف أن هذا التشابك حال دون استمرار سير الجرار مرتكب الحادث، فترك قائد (سائق) الجرار كابينة (قمرة) القيادة دون أن يتخذ إجراءات إيقاف محرك الجرار، وتوجه لمعاتبة قائد الجرار الآخر الذي رجع للخلف لفك هذا التشابك.
واستطرد: أدى ذلك إلى تحرك الجرار مرتكب الحادث دون قائده، وانطلاقه بسرعة عالية واصطدامه بالمصد الخرساني بنهاية خط السير بداخل المحطة، فوقع الحادث الذي نتج عنه اندلاع النيران.
وأشار البيان إلى توقيف واستجواب سائق الجرار الذي أودى بحياة 20 شخصًا تصادف وجودهم بمنطقة الحادث متأثرين بالنيران التي أدت إلى احتراق أجسادهم وتفحمها.
وقررت النيابة العامة انتداب لجنة من خبراء الطب الشرعي لمناظرة (معاينة) الجثامين، وأخذ عينات البصمة الوراثية (DNA)، نظرًا لتفحم الجثامين، وعدم التوصل لتحديد هوية كل منهم.
وقبل ساعات، قدم وزير النقل المصري هشام عرفات، الاستقالة من منصبه جراء وقوع الحادث، وأعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، قبولها، وتكليف وزير الكهرباء محمد شاكر، بحقيبة النقل مؤقتاً، لحين تعيين وزير جديد.
وخلال الـ17 عاماً الأخيرة، شهدت مصر حوادث قطارات عديدة خلفت عشرات الضحايا، انطلاقاً من أسوأ حادث السكك الحديدية بالبلاد في عام 2002، الذي أودى بحياة أكثر من 350 شخصاً.