تسببت الانتهاكات المتزايدة لقوات النظام السوري والمجموعات الإرهابية التابعة لإيران لاتفاقية سوتشي الخاصة بمنطقة خفض التصعيد شمالي سورية، في توقف مؤقت للتعليم بـ334 مدرسة في الآونة الأخيرة.
وتقع المدارس المغلقة جنوبي محافظة إدلب القريبة من خطوط التماس مع قوات النظام وحلفائها؛ ما تسبب بحرمان نحو 80 ألف طالب من التعليم.
وأفاد المتحدث باسم مديرية التربية التابعة للمعارضة، مصطفى حاج علي، لـ”الأناضول”، بأن إغلاق المدارس المؤقت جاء بعد تزايد قصف النظام على المنطقة، وشمل الإغلاق 334 مدرسة يبلغ عدد طلابها نحو 80 ألف طالب.
وأوضح حاج علي أن المدارس أُغلقت في مدن شمالي سورية تتعرض بشكل مستمر لقصف النظام مثل “خان شيخون” و”معرة النعمان” و”سراقب”، لافتاً إلى أن المدارس أغلقت لمدد تتراوح بين 10 و30 يوماً.
وأشار حاج علي إلى أن 7 طلاب لقوا حتفهم جراء القصف، فيما جُرح 40 آخرون منذ التاسع من فبراير الماضي، فيما تعرضت 4 مدارس لدمار جزئي في مدينة خان شيخون وبلدات جرجناز والتح وكفرنبل.
قصف متواصل
وقال الطالب في الصف الخامس، فراس عباس، الذي نزح مع عائلته من مدينة خان شيخون إلى المخيمات بالقرب من الحدود التركية السورية: إنه لم يعد بإمكانهم العودة للمدرسة، مضيفاً: “هربنا من القصف وتركنا الدفاتر والأقلام والحقائب في البيت”.
أما الطالب في الصف السابع محمد تحسين، فأوضح أنه لا يتمكن من الذهاب للمدرسة بسبب القصف المتواصل على المنطقة، وأن الجميع ينزحون جراء ذلك، لافتاً إلى أن زميله في الدراسة قُتل في القصف.
وتشكل محافظة إدلب مع ريف حماة الشمالي وريف حلب الغربي منطقة “خفض تصعيد” بموجب اتفاق أبرم في سبتمبر 2017 بين تركيا وروسيا وإيران في أستانة عاصمة كازاخستان.
ومنذ بداية العام الجاري، تزايدت هجمات قوات نظام بشار الأسد والمجموعات الإرهابية الموالية لإيران على منطقة “خفض التصعيد”، منتهكة اتفاق “سوتشي”.
وتسبب قصف النظام السوري والمجموعات الإرهابية الموالية لإيران على منطقة “خفض التصعيد” المذكورة بمقتل 96 مدنياً وجرح 290 آخرين منذ بداية العام الجاري.
واتفاق سوتشي أبرمته تركيا وروسيا في سبتمبر 2018 بهدف تثبيت وقف إطلاق النار في إدلب، وسحبت بموجبه المعارضة أسلحتها الثقيلة من المنطقة التي شملها الاتفاق في 10 أكتوبر 2018.