قال المفوض السامي لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي: إنه لمس رغبة لدى عدد كبير من النازحين السوريين في لبنان في العودة إلى بلادهم، لكنه يرى ضرورة أن تكون تلك العودة تدريجية مع ضمان توافر الظروف الملائمة لها.
جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها المسؤول الأممي في ختام زيارة أجراها لبلدة المحمرة في محافظة عكار شمالي لبنان؛ حيث زار والوفد المرافق له أحد مخيمات النزوح السوري والتقى عدداً من العائلات للتعرف على أوضاعهم واحتياجاتهم.
وعن زيارته للمخيم، قال: أقصد لبنان مرة أو مرتين في السنة، ومن المهم جداً أن أزور الأماكن التي يقيم فيها اللاجئون.
وعما إذا كان قد استشعر رغبة عند اللاجئين بالعودة إلى بلدهم من عدمه، قال: أظن أن الكثيرين يفكرون بالعودة، وبعضهم يؤكد هذه الرغبة، وعلمنا من الحكومة اللبنانية البارحة أن 165 ألف نازح عادوا إلى بلادهم بالفعل.
وأضاف: في المقابل، يصعب قرار العودة لدى قسم من اللاجئين؛ لارتباط ذلك بالأوضاع الأمنية والاقتصادية والمعيشية وتوافر البنى التحتية؛ لذلك أنا أرى أن العودة لا بد أن تكون تدريجية، مع التشديد على أهمية العمل مع الطرف السوري أيضاً؛ لضمان توفير الظروف الملائمة لتلك العودة.
ورداً على سؤال متعلق بشكاوى اللاجئين من شح المساعدات الإنسانية، قال: سنشارك الأسبوع القادم في مؤتمر بروكسل، وسنجدد مطالبة الجهات المانحة بدعم كل من اللاجئين، والمجتمعات المحلية التي تأويهم، إضافة إلى الحكومة اللبنانية -وهي مشكورة- ما زالت تقوم باستضافة اللاجئين للسنة الثامنة على التوالي.
وسيعقد الاتحاد الأوروبي، بالتعاون مع الأمم المتحدة، “مؤتمر بروكسل 3” تحت عنوان “دعم مستقبل سوريا والمنطقة” في الفترة بين يومي 12 و14 مارس الجاري.
وكسابقيه، سيتطرق المؤتمر لأهم ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ التي تؤثر ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺘﻀﻴﻑ ﺍﻟﻼﺠﺌﻴﻥ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﻴﻥ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﺒﻠﺩ ﻭﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ، كما سيؤكد من جديد الدعم السياسي والمالي لجيران سورية، ولا سيما لبنان والأردن وتركيا والعراق ومصر.
ووصل غراندي إلى بيروت، الإثنين، وتوجه على الفور إلى سورية، التي عاد منها مساء الخميس، والتقى برئيس الحكومة سعد الحريري، قبل مواصلة لقاءاته بمسؤولين لبنانيين آخرين. ولم يعلن عن مدة زيارته إلى لبنان.
ويشكو لبنان، الذي بلغ عدد مواطنيه نحو 4.5 مليون، حسب تقدير غير رسمي، من أعباء اللاجئين السوريين.
ومراراً، دعا لبنان المجتمع الدولي إلى المساعدة في إعالة هؤلاء اللاجئين، فضلاً عن التوصل إلى حل لإنهاء الحرب في الجارة سورية، ومن ثم إنهاء مأساة اللجوء.
وحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، بلغ عدد اللاجئين السوريين في لبنان 997 ألف لاجئ، وذلك حتى نهاية نوفمبر 2017، إضافة إلى لاجئين سوريين غير مسجلين لدى المفوضية.