مع اقتراب حلول الذكرى الثامنة لانطلاق الثورة السورية، التقت الأناضول بعدد ممن شاركوا في المظاهرات الأولى للثورة في محافظة درعا جنوبي سوريا.
وقال “محمد العبود” أحد الشباب الذين شاركوا في المظاهرات بمحافظة درعا السورية في بداية الثورة في مارس/ آذار 2011، إن المشاركين كانوا يطلبون الحرية فقط، إلا أن النظام رد عليهم
بإطلاق الرصاص.
وفي حوار مع الأناضول في محافظة إدلب السورية حيث يقطن الآن بعد اضطراراه لمغادرة درعا في يوليو/ تموز 2018 بسبب هجمات نظام الأسد المكثفة عليها، قال العبود إنه لا يمكن أن ينسى
أبدا الأيام الأولى للثورة ولا يمكن أن ينساها أي مواطن سوري.
وأضاف “في تلك الأيام حطمنا قيود العبودية وكسرنا حاجز الخوف والصمت، وكشفنا النظام على حقيقته”.
وأكد أن “الثورة السورية ستستمر حتى إزالة النظام، وستبقى على نفس المبادئ حتى لو طال الأمر لعشر سنوات أو أكثر”.
وقال “جئنا إلى إدلب لأن الثورة موجودة بها، أصبحت إدلب هي سوريا، وسنعمل على استكمال الثورة من هنا”.
وأعرب العبود عن سعادته الكبيرة لمعرفته بخروج مظاهرات معارضة في درعا خلال الأيام الماضية، لأنها تعني “استمرار روح الثورة لدى الناس”.
واسترجع حسين الموصلي، وهو من قرية الشيخ مسكين بدرعا، مع مراسل الأناضول أحداث ومشاعر الأيام الأولى في الثورة قائلا “قريتنا تبعد عن درعا حوالي 15 كيلومترا، سمعنا بما قام به النظام
من حصار لدرعا وحاولنا إيصال مواد تموينية لهم وجمعنا تبرعات، ونجحنا في تهريب بعض المساعدات”.
وعن أولى المظاهرات في القرية قال “خرجت أول مظاهرة من الجامع العمري في قريتنا، يوم الجمعة، بمشاركة عدد قليل من الشباب تقريبا 25 شخصا، وبدأ الأمن العسكري في إطلاق النار علينا،
وكانت هذه المرة الأولى في حياتي التي أتعرض فيها لإطلاق نار، ولم نكن نتوقع ذلك”.
وحكى موقفاً تعرضوا له في مظاهرة أخرى بالقول “خرجنا في مظاهرة كبيرة من القرية باتجاه درعا المدينة، وتقدم باتجاهنا ضابط من الجيش وطمأننا وأكد لنا أنه لن يتم إطلاق النار علينا، وبعد أن
مشينا قليلا فوجئنا به يعطي الأمر بإطلاق النار علينا، فسقط قتلى وجرحى، وكانت المرة الأولى التي أرى فيها دم يسيل بإطلاق النار، ومن وقتها سقط النظام من أعيننا تماما”.
وقال “منذ أن بدأت بالخروج في المظاهرات أزلت قلبي ووضعت مكانه حجرا، حتى أتخلص من الخوف”.