تزامنت مذبحة المسجدين في نيوزيلندا التي راح ضحيتها أكثر من 50 شهيداً وأكثر من 20 جريحاً مع العدوان الصهيوني على غزة صباح الجمعة، وهو ما يؤكد أن الإسلام والمسلمين مستهدفون، وأن جميع المذابح والاعتداءات التي يتعرض لها المسلمون منذ عدة عقود منذ الحروب الصليبية مروراً بالاحتلال المباشر، وما تلاه من احتلال غير مباشر ينطلق من مسلّمات واحدة، وهو النيل من المسلمين ومن مقدراتهم وتقسيمهم وتشتيتهم كمقدمة للقضاء عليهم تماماً.
مسؤولية من؟
لا شك أن مسؤولية هذا الهجوم الغادر لا تعود فقط على مرتكبيه، بل تعود بنفس المستوى على السياسيين والإعلام الذي يحرض على العداء ضد الإسلام والكراهية المتصاعدين بشكل كبير في الغرب، حسب تصريح وزير الخارجية التركي، فالجهات الإعلامية والسياسية التي لا تنفك تتحدث عن خطر الهجرة أو خطر المعالم الإسلامية كالمساجد والمدارس الإسلامية تتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية حيال المجزرة التي حدثت يوم الجمعة 15 مارس 2019 بمدينة كرايست تشيرش النيوزلندية التي شهدت هجوماً إرهابيا بالأسلحة النارية والمتفجرات على مسجدي “النور” و”لينوود”، حيث فتح مسلح النار خلال صلاة الجمعة على مسجدين مما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 50 شهيداً وأكثر من 20 جريحاً حتى قبل منتصف النهار بتوقيت تونس.
ردود الأفعال
ردود الأفعال على المستوى الرسمي كانت جيدة، فرئيسة الوزراء وصفت ما جرى بأنه أسوأ يوم في تاريخ نيوزيلندا، ورئيس وزراء أستراليا قال: إن منفذ الهجوم على المسجدين في نيوزلندا مواطن أسترالي، ووصفه بأنه “إرهابي متطرف يميني وعنيف”، والمواقف الأمنية كانت كذلك حيث تم اتخاذ إجراءات مشددة لحراسة أماكن العبادة من الهجمات الإرهابية.
ولكن السؤال الذي يبقى مطروحاً هو: لماذا غابت الحماية الأمنية لأماكن عبادة المسلمين في ظل التحريض؟ وكيف لم تتمكن السلطات النيوزيلندية من اختراق الجماعات اليمينية الإرهابية النصرانية النيوزيلندية، لتعرف ماذا خططت وتخطط لعملياتها ضد المسلمين المسالمين؟ ولماذا لم تفرض الرقابة على خطاب الكراهية في وسائل الإعلام الذي يبدو الإرهابي المنفذ للمجزرة بحق الأبرياء في مسجدي نيوزيلندا قد تأثر به شديد التأثر من خلال ما صرح به من أن “المسلمين يمثلون احتلالاً خارجياً لنيوزيلندا”، وهو خطاب منتشر في أوروبا وحتى أمريكا وكندا، وهناك أفلام وكتب تدور حول هذه الفرية الكبرى، ولأنه يعتقد بأنه في مهمة مقدسة لتحرير نيوزيلندا صوّر نفسه وهو يقود سيارته إلى مسجد ثم يدخله ويطلق الرصاص على من بداخله.
لم يصدر من علماء دين نصارى مَن يبرئون النصرانية من هذا الفعل المشين كونه عملاً فردياً لا يمثل نصارى العالم! ولا مظاهرات عالمية من قبل الحكام والشعوب! هل تذكرون “شارلي إيبدو”؟! هل يمكن أن نشهد كل زعماء العالم في نيوزيلندا لإدانة الإرهاب النصراني، كما يوصف الإرهاب المنتسب ظلماً للإسلام؟ إنها الأخلاق والإنسانية المزعومة!