“الإسلاموفوبيا”، أو ما يعرف بمعادة الإسلام والمسلمين، ظاهرة منتشرة وآخذة في التصاعد في أوروبا والولايات المتحدة، بسبب الخطابات العنصرية والمحرضة ضد المسلمين، سواء من قبل سياسيين أو غيرهم.
ومن خلال المتابعة المستمرة لانتشار تلك الظاهرة يمكن ملاحظة أن معظم معادي الإسلام حاليا يتشاركون صفة واحدة، وهي مناصبة العداء والكراهية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وكان للإسلام منذ بزوغه وعلى مر العصور عدد كبير من الأعداء، من بينهم الألماني البروتستانتي مارتن لوثر، والكاتب الفرنسي فولتير، والكاتب الإنجليزي تشيسترتون، والرئيس الأمريكي جون كوينسي آدمز.
ورغم وجود ظاهرة كراهية الإسلام منذ ولادته قبل ألف و400 عام في شبه الجزيرة العربية، إلا أن غياب وسائل الإعلام لأكثر من ألف و300 عام حد من الكشف عن بشاعة هذه الظاهرة.
الإسلاموفوبيا المعاصرة
ومع ذلك، فإن معادي الإسلام اليوم، هم مستخدمون نشطون للإنترنت، ما يجعل من نشر الكراهية والعنصرية والمخططات السياسية الخطيرة أمرا سهلا للغاية.
وفي الوقت الراهن، يتشارك جميع معادي الإسلام بسمة واحدة، وهي كراهية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ويعربون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن رفضهم لانتقادات أردوغان القوية لإسرائيل وما ترتكبه من أعمال عنف ضد الشعب الفلسطيني، وبالتالي يبذلون قصارى جهدهم لتشويه سمعته.
باميلا جيلر، وهي مدونة أمريكية، عُرفت بانتقادها للإسلام ومعارضة الأنشطة الإسلامية، وتطلق على نفسها اسم “الصهيونية الشرسة”، تهاجم تركيا وأردوغان، عبر تويتر وموقع الإلكتروني آخر تديره بنفسها.
وقالت جيلر، وهي تحرف كلمات أردوغان في محاولة منها للتلاعب بالرأي العام، إن “أردوغان التركي يهدد بقتل الزوار الأستراليين لتركيا إذا كانت لديهم آراء معادية للمسلمين”.
يشار أنه في أعقاب الهجمات الإرهابية، على مسجدين في نيوزيلندا، منتصف مارس الجاري، أشار الرئيس أردوغان، إلى زيارة قام بها الإرهابي الأسترالي إلى تركيا.
وأضافت الأمريكية جيلر، بلهجة استهزاء، أن “تركيا ما تزال (عضوًا) في الناتو، وسبق أن قال (الرئيس الأمريكي السابق باراك) أوباما، إن أردغان، أكثر زعيم أجنبي يثق به، وأنه المفضل لديه”.
وطلبت ممن يحمل نوايا ممثلة لنوايا أردوغان بألا يزور البلاد، دون أن تتردد في إخراج كلمتها من سياقها العام لأجل خدمة أغراضها.
شخص آخر معادٍ للإسلام، ويصف الرئيس أردوغان بـ “الديكتاتور”، هو رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي يقود حكومة تشرعن بناء المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية، في انتهاك لقرارات الأمم المتحدة، فضلًا عن مسؤوليتها في قتل أعداد لا تحصى من المدنيين الفلسطينين، بمن فيهم النساء والأطفال.
معادون آخرون للإسلام
خيرت فيلدرز، السياسي الهولندي المشهور بعدائه للإسلام، والذي يدافع عن سياسيات اليمين المتطرف ضد المهاجرين، يكن العداء لأردوغان.
وكان يقول صراحة في خطاباته للمواطنين الهولنديين والمهاجرين إن من يحب منكم أردوغان، فليخرج من هولندا.
أيضًا هناك الكاتب الكندي المعادي للإسلام، طارق فتح، الذي ما ينفك يهاجم الإسلام والدول الإسلامية، ويصف أردوغان بـ “الأحمق”، وأنصاره بـ “الفاشيين”.
كذلك الصهيوني بين شابيرو، يعادي المسلمين، ويستخدم منصاته لمهاجمة الإسلام والمسلمين عمومًا، وأردوغان على وجه الخصوص.
وكان شابيرو، كتب في تغريدة على تويتر دعمًا لمحاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا عام 2016، من قبل تنظيم “غولن” الإرهابي، “أردوغان مجرم إسلامي يدعم الإرهاب. الإطاحة به ستكون بداية جيدة. دعونا نرى من سيأتي مكانه”.