استوقف معلم اللغة العربية والشريعة كلام الأديبة الروسية د. فاليريا بوروخوفا في مؤتمر ثقافي في الجزائر، عندما كانت تتمجد باللغة الروسية متعة وجمالاً، وبعد المحاضرة قال لها: لن تجدي أمتع ولا أجمل من اللغة العربية، وأدعوك لتعلمها، فطلبت مساعدته، فزودها ببعض المراجع، وبدأت تستفسر وتسأل حتى بدأت تقتنع بكلامه، فعرض عليها د. محمد سعيد الرشد الزواج فقبلت، وهنا بدأت تسأل عن الإسلام، فاقتنعت وأسلمت، وأضافت قبل اسمها إيمان.
وعندما قرأت بعض تفاسير القرآن، قالت له الأديبة الضليعة باللغة الروسية: هذه الترجمة لا تحقق مراد القرآن، ونحتاج لإعادة الترجمة، وسنتعاون جميعاً بحكم تخصصك الشرعي، وتخصصي الأدبي، لترجمة القرآن الكريم من جديد.
وبالفعل بدأا بترجمة جديدة للقرآن الكريم مستعيناً بوالده الشيخ سعيد الرشد، أحد مشايخ الشام، حتى انتهوا من ترجمته إلى اللغة الروسية بشكل احترافي بعد ثماني سنوات، وتم اعتماده من المراجع الشرعية في العالم الإسلامي.
وطبعت من هذه الترجمة عشرات الآلاف من النسخ، في خمس عشرة طبعة، وانتشرت في روسيا ودول الاتحاد السوفييتي السابقة.
وقامت د. إيمان فاليريا وزوجها بجولات في مدن روسيا ودول آسيا الوسطى لإلقاء المحاضرات في هذا المجال.
وقبل فترة قليلة اكتشف الأطباء وجود خلايا غير حميدة بين الضلعين الخامس والسادس، واضطرت للسفر إلى ميونيخ (ألمانيا) للعلاج، رغم أنها لا تملك المال الكافي للعلاج، سوى للفحوصات والعلاج الأولي، فهي تركت أعمالها الأكاديمية، وتفرغت لترجمة القرآن الكريم.
وقد تأثر الكثيرون في روسيا وآسيا الوسطى بهذا الخبر، وكانوا يدعون لها بالشفاء العاجل، منتظرين عودتها بالسلامة لتتابع نشاطها في خدمة القرآن الكريم وتعريف المسلمين بشرع الله الحنيف باللغة الروسية.
دخلت د. إيمان فاليريا الإسلام عن قناعة ورغبة، ولم تكن كغيرها من المسلمين الجدد عالة على غيرها، تنتظر من يوجهها، بل بادرت بخدمة هذا الدين العظيم بترجمة كتاب الله عز وجل إلى اللغة الروسية بأسلوب علمي رصين، فكانت لها بصمة تاريخية لم يقدم عشرها من سبقها بالإسلام، وكانت لها مبادرات عدة في خدمة المسلمين.
وهي الآن بأشد الحاجة لمن يدعمها بالدعاء أولاً، ثم بالمساهمة في علاجها، لعل الله عز وجل أن يمن عليها بالشفاء العاجل، وتعود إلى الساحة الدعوية من جديد حيث ينتظرها الآلاف.
ودعا الشيخ نفيع الله عشيروف، نائب رئيس مجلس إفتاء روسيا الاتحادية، والمفتي العام للقسم الآسيوي من روسيا الاتحادية، دعا العالم الإسلامي للمسارعة بدعم علاجها، من باب تنفيس الكرب «من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة»، سائلاً الله لها الشفاء العاجل.
اللهم رب الناس، مذهب البأس، اشف أنت الشافي، لا شافي إلا أنت، شفاء لا يغادر سقماً.
_____________________________
يُنشر بالتزامن مع صحيفة “الأنباء” الكويتية.