سباق مع الوقت، تشارك فيه المعارضة والموالاة في مصر بالداخل والخارج، تحت لافتة “التعديلات الدستورية”، وسط ترقب واسع لنتائج السباق في جهات عديدة، ما بين داعم ورافض.
حملة “باطل” لمعارضة تعديل الدستور، تلقت أول ضربة خشنة في السباق، أمس الثلاثاء 9 أبريل، حيث كشفت في بيان مقتضب على صحفتها الرسمية رصدته “المجتمع” عن حجب السلطات المصرية لموقعها الرسمي الذي تتلقى عليه توقيعات المصريين المعارضين للتعديلات الدستورية.
وأوضحت في بيانها أنها منذ البداية تعرض موقعها للعديد من محاولات الاختراق، ومع تصاعد الإقبال على الموقع خشيت الحكومة المصرية النتائج فقامت بحجب موقع التصويت ببطلان تعديل الدستور ولكن الحملة قالت: إننا سنقدم البدائل.
وجددت الحملة مطالبة الشعب المصري بالمشاركة في الحملة التي قالت: إن صحفيين وإعلاميين وفنانين وسياسيين يقفون خلفها، واعتبرتها بعض المصادر لافتة رمزية جديدة لمحاولات تجميع شتات المعارضة في الداخل والخارج تحت شعار مقبول من الجميع سواء الذين يعتبرون تعديل الدستور باطلاً أو الذين يعتبرون النظام باطلاً بسبب قيامه على انقلاب عسكري وهو ما تنفيه السلطات الحالية عادة، مؤكدة أنها قامت على أساس ديمقراطي بعد الإطاحة بنظام د. محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب للبلاد.
وأدان الحقوقي المصري رئيس الشبكة العربية لحقوق الإنسان جمال عيد إجراء الحجب، مؤكداً في تعليق له على حسابه الرسمي بـ”تويتر” أن النظام حجب موقع حملة باطل بعد إطلاقه بـ13 ساعة، وهو ما يعبر عن سمة من سماته وهي كراهية حرية التعبير.
وفي المقابل، راجت على نطاق واسع لافتات موحدة تحت شعار “اعمل الصح” لدعم الموافقة على التعديلات الدستورية، بالتزامن مع تحركات أمنية سياسية مشتركة وفق مصادر خاصة أكدت أن واجهة التعديل الدستوري المرتقب سيكون حزب مستقبل وطن، وسيكون هو المسؤول عن التنسيق مع وزارة الداخلية المصرية في حشد المصريين ودفعهم لإعلان دعمهم للتعديلات.
وأكدت المصادر لـ”المجتمع” أن التعليمات الأمنية واضحة لجميع رجال الأعمال والأعيان في كل المناطق بإعلان دعم التعديلات الدستورية المقترحة تحت لافتة حزب مستقبل وطن أو لافتة خاصة تدعم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
وفي هذا السياق، أطلق موالون للنظام المصري حملة تحت عنوان “شباب مع الرئيس” لدعم التعديلات الدستورية، مؤكدين أن أهمية هذه التعديلات لاستقرار واستكمال بناء الدولة المصرية.
وفي بيان لها وصل “المجتمع” نسخة منه، اتهمت الحملة جماعة الإخوان المسلمين بمصر بمحاولة تعبئة الرأي العام الدولي ضد مصر وشراء مساحات مدفوعة الأجر في الصحف والقنوات الفضائية الدولية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بهدف إثارة الرأي العام المحلي والدولي ضد التعديلات، بزعم أن هذه التعديلات جاءت لزيادة مدة رئيس الجمهورية دون النظر بعين الاعتبار للهدف الرئيس لهذه التعديلات، وفق ما جاء في البيان.
وقال د. أحمد عبدالهادي، منسق عام حملة شباب مع الرئيس، خلال لقاء للحملة: إن أهمية التعديلات الدستورية تنطلق من كونها أغلقت كافة الثغرات التي يعانيها الدستور الحالي، ووضعت أسساً لاستكمال وانطلاق الدولة بكل مؤسساتها.
وأضاف أحمد الزهيري، القيادي بحملة شباب مع الرئيس، خلال اللقاء، أن الشعب المصري حريص كل الحرص على دعم الرئيس عبدالفتاح السيسي والوقوف خلفه، ويثق فيه، وقد جاءت التعديلات الدستورية استكمالاً لتحركاته الداعمة لبناء مصر.