أعلنت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية، المعترف بها دوليا، الأربعاء، أنها سيطرت على “مناطق واسعة” جنوبي العاصمة طرابلس (غرب).
وقالت قوات الوفاق، في بيان مقتضب، بحسب “الأناضول” أنها حققت “تقدما هاما في منطقتي السبيعة وسوق السبت”.
وتقع السبيعة وسوق السبت، على بعد كيلومترات من جنوب مطار طرابلس الدولي (القديم)، الذي يشهد اشتباكات عنيفة بين قوات الوفاق، وقوات خليفة حفتر.
كما تشكل السبيعة، نقطة التقاء الإمدادات القادمة من مدينتي غريان (100 كلم جنوب غرب طرابلس)، وترهونة (90 كلم جنوب شرق طرابلس)، إلى نقاط التمركز الرئيسية لقوات حفتر في منطقة قصر بن غشير (نحو 25 كلم جنوب وسط طرابلس)، ومنه إلى محاور القتال في المطار القديم، وخلة الفرجان ووادي الربيع وعين زارة (الضواحي الجنوبية للعاصمة).
وأوضحت قوات الوفاق، أنها سيطرت على مناطق واسعة، وتُهدّد طرق الإمداد لقوات حفتر بين مدينتي غريان وترهونة والسبيعة، وقصر بن غشير.
وتتصدى تلك القوات لهجوم تشنه قوات خليفة حفتر، منذ 4 أبريل الجاري، للسيطرة على طرابلس، مقر حكومة “الوفاق”.
انتكاسات
وأعلنت “الوفاق”، أمس الأربعاء، أن رئيس المجلس الرئاسي للحكومة، فائز السراج، طلب من مجلس الأمن الدولي إرسال لجنة دولية لتوثيق “جرائم” قوات حفتر بحق المدنيين.
وأفادت منظمة الصحة العالمية بسقوط 272 قتيلًا و1282 جريحًا منذ بدء هجوم حفتر.
ولم تحقق عملية حفتر اختراقات للدفاعات الصلبة لقوات الوفاق حول وسط العاصمة، كما تمكنت الأخيرة من فرض طوق أمني في الضواحي الجنوبية لطرابلس، يمتد من وادي الربيع (الضاحية الجنوبية الشرقية) إلى غاية منطقة السواني (الضاحية الجنوبية الغربية).
وتعرضت قوات حفتر لعدة انتكاسات في الفترة الأخيرة، حيث انكسرت كتائبها المتقدمة كرأس حربة في منطقة عين زارة (11 كلم جنوب وسط طرابلس)، وخسرت معظم مواقعها في وادي الربيع، ولم تتمكن من التقدم في محور خلة الفرجان، ولا تثبيت أرجلها في المطار القديم، هذا على مستوى القوس الشرقي.
أما على مستوى القوس الغربي، فخسرت قوات حفتر حي السواني، القريب من المطار، وكذلك بلدة الزهراء، ناهيك عن مدينة العزيزية الاستراتيجية (مركز منطقة ورشفانة)، وفرضت قوات الوفاق عليها التراجع لمسافة تزيد عن 60 كلم جنوبا نحو قواعدها الخلفية في غريان.
وخلال اليومين الأخيرين أصبحت خطوط إمداد قوات حفتر الرئيسية، المنطلقة من ترهونة وغريان، مهددة بفعل سيطرة قوات الوفاق على الهيرة، وأجزاء من السبيعة وسوق السبت.
وفي 4 أبريل الجاري، أطلق حفتر عملية عسكرية للسيطرة على العاصمة طرابلس، في خطوة أثارت رفضًا واستنكارًا دوليين.
ومنذ 2011، يعاني البلد الغني بالنفط من صراع على الشرعية والسلطة، يتركز حاليًا بين حكومة “الوفاق” وحفتر.