بطراز عثماني قديم ومنارة شاهقة تميزه عن باقي الأشكال المعمارية، ينتصب مسجد طوكيو وسط منطقة سكنية هادئة بقلب العاصمة اليابانية.
تحفة معمارية تشبه في طرازها المعماري الجامع الأزرق أو جامع السلطان أحمد بمدينة إسطنبول التركية، تقف وساما عثمانيا بقلب العاصمة اليابانية، ووجهة يقصدها الزوار للتعرف عن قرب على الإسلام.
ورغم انتشار عدد من المصليات والجوامع في مختلف أرجاء اليابان، إلا أن مسجد طوكيو يعتبر واحد من اثنين فقط في طوكيو، إلى جانب مسجد “دار الأرقم”، المعروف أيضا باسم “مسجد أساكوسا”.
افتتج مسجد طوكيو، لأول مرة، عام 1938، عقب تشييده من قبل أتراك “القازان” (أو المسلمون التتار) الذين هاجروا من روسيا في أعقاب الاحتلال البلشفيّ عام 1917، ولجؤوا إلى اليابان.
وبمرور الوقت، بات المسجد إحدى الوجهات المفضلة لزوار طوكيو، ومقصداً لمسلمي العاصمة اليابانية في الأعياد وأيام الجمعة.
ويضم المسجد في مبناه أيضاً، مركزاً ثقافياً يقصده أتباع الديانات والعقائد المختلفة في اليابان، لإقامة الفعاليات الثقافية والعقائدية.
وفي حديث لوكالة الأناضول، قال محمد رفعت تشنار، أحد أئمة وخطباء المسجد: إن الأخير استطاع الصمود بعد بنائه لغاية عام 1986 فقط، بسبب الزلازل وبنيته الخشبية.
وأضاف أن “أتراك القازان وهبوا أرضاً كانت بجوار المسجد، إلى الحكومة التركية شرط أن يُستخدم لصالح المسجد”.
إثر ذلك، وتحديدا في عام 1997،تم ترميم المسجد من جديد بمساهمة من الحكومة ورئاسة الشؤون الدينية التركيتين، وهو على هيئته الحالية منذ ذلك الوقت.
وأشار تشنار إلى أن رئاسة الشؤون الدينية التركية، تتكفّل منذ عام 2000، بتعيين الموظفين والأئمة والخطباء لمسجد طوكيو.
وتابع قائلاً: “يحضر يومياً قرابة 150 شخصاً إلى المسجد بغرض زيارته”.
ونظراً لزيادة أعداد الزوار، يضيف، “نقيم نهاية كل أسبوع فعاليات تعريفية بالثقافة والحضارة التركية داخل المركز الثقافي التابع للمسجد، كما يتم تزويد الزوّار اليابانيين خاصة، بمعلومات حول الإسلام.”
ومع حلول موعد صلاة العصر، يستمع الزوّار إلى الآذان، ويُسمح لهم بعدها بالدخول إلى المسجد لرؤية كيفية أداء المسلمين للصلاة.
ووفق تشنار، يستقبل المسجد شهريا، من 7 إلى 8 أشخاص من المواطنين اليابانيين ممن يريدون اعتناق الإسلام، وينظّمون لهم مراسم يسمّونها “مراسم الاهتداء”.
كما ينظم القائمون على المسجد برنامجاً أسبوعياً لمعتنقي الإسلام حديثاً، لتزويدهم بمعلومات حول الإسلام والعبادات، إضافة إلى برنامج آخر سنوي يجتمع فيه كافة معتنقي الإسلام في ذلك العام.
ولفت تشنار إلى زيادة أعداد زوار مسجد طوكيو، عقب الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدي نيوزيلندا، منتصف مارس الماضي.
ولفت إلى أنهم يواصلون حالياً بناء مركز ثقافي آخر قريب من مسجد طوكيو، ومن المقرر أن يتم افتتاحه بمشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في أكتوبر المقبل.
وأوضح تشنار أنهم افتتحوا قبل شهرين، مسجدا آخر تابع لرئاسة الشؤون الدينية، في مدينة ناغويا اليابانية، فيما يواصلون مباحثاتهم مع الجهات المعنية هناك، لافتتاح مسجد تركي آخر في المدينة نفسها.
وشدد على أن من أكبر احتياجات المسلمين في اليابان، هي المتاجر التي تبيع المنتجات الحلال.
واختتم تشنار حديثه بالإشارة إلى اعتزامهم افتتاح متجر لمنتجات الحلال بأقرب وقت، داخل المركز الثقافي الذي تستمر أعمال إنشائه في الوقت الحالي.