في الثالث من مايو يحتفل العالم بيوم الصحافة العالمي، وفي فلسطين تواجه الطواقم الصحفية قمعاً مبرمجاً من قبل قوات الاحتلال أثناء تغطية تلك الطواقم الانتهاكات اليومية.
في قرية كفر قدوم حيث تنطلق المسيرة الأسبوعية منذ 8 سنوات مطالبة بحق أهالي القرية التنقل عبر مدخلهم التاريخي الذي هو قبل الاحتلال والمستوطنات والمغلق منذ أكثر من 16 عاماً، عمد الاحتلال إلى استخدام الطواقم الصحفية دروعاً بشرية في مواجهة مشاركين في مسيرة أسبوعية ذات طابع سلمي.
وقال مراد أشتيوي، منسق المسيرة الأسبوعية: قوات الاحتلال في يوم الصحافة العالمي استخدمت الطواقم الصحفية التي تغطي انتهاكات الاحتلال في قمع المسيرة دروعاً بشرية ووضعتهم في المقدمة كي يتوقف الشبان عن قذفهم بالحجارة.
وأضاف: وهذا الانتهاك العنصري الذي يرسم لوحة غاية في الهمجية تتمثل بتمترس جندي مدجج بالسلاح خلف صحفي لا يملك إلا كاميرا للتوثيق وليست سلاحاً فتاكاً.
وتابع: مسيرة كفر قدوم منذ انطلاقها في الأول من يوليو 2011 والطواقم الصحفية يتم استهدافها باستمرار بالرصاص المتفجر والمحرم دولياً وبشكل متعمد، فهم يعتبرون الصحفي عدواً؛ لأنه يكشف همجية الاحتلال، وكيف يتم التنكيل بالفلسطينيين أثناء مطالبتهم بحقوقهم الإنسانية.
وقال الإعلامي أمين أبو وردة: القمع المبرمج للصحفيين من قبل الاحتلال يأخذ صوراً متعددة من الانتهاكات العنصرية، أولها استهدافه بالاعتقال بتهمة التحريض، وهناك العشرات من الصحفيين قيد الاعتقال الإداري أو بتهمة التحريض، وفي الصورة الأخرى التي تتمثل بتعمد إصابة الصحفيين في الميدان بالرصاص الحي وفي مناطق قاتلة في الجسد.
وأضاف: فالقناص في مكانه يعتبر الصحفي الأولوية الأولى في استهدافه قبل المتظاهر؛ حتى يكون القمع صامتاً وبدون توثيق إعلامي، وهذا ما يجري في المسيرات الأسبوعية كمسيرة كفر قدوم وغيرها من المسيرات، أو أثناء الاقتحامات الليلية، أو على الحواجز العسكرية.
وتذكر المصور الصحفي بشار نزال من “تلفزيون فلسطين” إصابته قبل ثلاث سنوات في مسيرة كفر قدوم برصاص متفجر محرم دولياً، قائلاً: في يوم الصحافة العالمي أتذكر إصابتي في قدمي التي كانت بشكل متعمد من قبل قناص لا يبعد عني 100 متر، وكنت على جانب الطريق مع الكاميرا، ومع ذلك صوب بندقيته وأصبت برصاصة من النوع المتفجر، ولولا لطف الله وقدره لكانت النتائج وخيمة، فالرصاص المتفجر يعمل على الفتك بالمنطقة المصابة بشكل لا يتصوره العقل، بالرغم من تحريمه دولياً فإن جيش الاحتلال يستخدمه في قمع متظاهرين سلميين.
وأضاف: من مسافة الصفر يتم إطلاق الرصاص وقنابل الغاز، وحسب القوانين الدولية لا يتم استخدام قنابل الغاز إلا من مسافة بعيدة، كما يتم استخدام الكلاب البوليسية في ملاحقة المتظاهرين والصحفيين لتنهش أجسادهم، وتم توثيق في كفر قدوم كلاباً بوليسية برفقة جنود وهي تنهش أجساد المتظاهرين.
وأوضح الإعلامي المقدسي خالد أبو عكر، مدير شبكة “أمين” الإعلامية أن الاحتلال يستهدف الصحفيين في القدس حتى تغيب صورة الانتهاكات اليومية، وهناك ملاحقة مخابراتية للصحفيين من خلال الاعتقال والاستدعاء الأمني والتهديد بعقوبات قاسية، ومع ذلك لا يتوقف الصحفي المقدسي عن عمله، فهو يعمل في حقل أشواك، ويتم استهداف محيطه العائلي ووضع العراقيل أمامه، حتى لا يتمكن من أداء عمله، مشيراً إلى أن الأمر يتنافى مع زعم دولة الاحتلال أنها واحة الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط.
ودعا أبو عكر إلى وقفة جادة من المنظمات الدولية واتحاد الصحفيين الدولي للجم الاحتلال كي يتوقف عن ملاحقة الصحفيين الفلسطينيين.