يتواصل العدوان الصهيوني على قطاع غزة حاصداً أرواح المزيد من الفلسطينيين، من أطفال ونساء، وتدمير بنايات سكنية بأكملها، على رؤوس سكانيها، في ظل صمت من قبل المجتمع الدولي على هذه الجرائم البشعة.
ما زال دوي الانفجارات الضخمة يسمع في كل مكان من قطاع غزة المحاصر، وتتصاعد أعمده الدخان واللهب من المناطق التي تتعرض للقصف، وتشاهد سيارات الإسعاف وهي تسرع وتشق الغبار الكثيف الناتج عن عمليات القصف في محاولة منها لانتشال الشهداء والجرحى من تحت ركام المنازل والعمارات التي طالها القصف العدواني، التي تخفي تحت ركامها حكايات الدم والألم والفراق.
روايات مؤلمة
في شرق مدينة غزة، كانت المنطقة على موعد مع جريمة جديدة حيث تعرض منزل لعائلة أبو عرار للقصف من قبل الاحتلال، وكانت الصدمة عند رجال الإسعاف عند دخولهم المنزل فوجدوا الأم وبناتها غارقات في دمائهن بعد أن أصابهن القصف بشكل مباشر.
ويقول المسعف محمود حلس لـ”المجتمع”: دخلنا إلى المنزل، فوجدنا الطفلة صبا أبو عرار (عام وشهرين) غارقة في دمائها وقد فارقت الحياة شهيدة، وشقيقتها ما زالت مصابة، أما والدتها فلسطين أبو عرار (37 عاماً) فهي أيضاً كانت مصابة بجروح بالغة، وهي حامل في شهرها السادس، فارقت الحياة هي وجنينها بعد ساعات قليلة من نقلها لمشفى الشفاء.
وأضاف: حاولنا جاهدين إنقاذ حياة الأم لكنها استشهدت لتلحق بطفلتها صبا شهيدة، لأن الإصابة كانت في الرأس والصدر.
حكاية دم زوجها
في بيت حانون شمال قطاع غزة، كانت هناك حكاية ممزوجة بالدم والدموع، زوجه الشهيد عماد نصير الذي استشهد في قصف صهيوني أخذت زوجته من دمه ووضعته في يدها، ورددت عبارات التكبير والوداع المؤلمة: الله يرحمك يا عماد دمك لن أنساه.. وذلك تأكيداً على الوفاء والاستمرار على نهج الشهداء والجرحى والذين لن تذهب دماؤهم هدراً.
من جانبه، يقول محمد نصير، ابن عم الشهيد عماد، لـ”المجتمع”: صدمنا لاستشهاده، كل ما هو متحرك مستهدف من قبل طائرات الاحتلال، استشهد عماد بعد ما استهدفته طائرة استطلاع بعدة صواريخ وحولت جسده لأشلاء، لافتاً إلى أن مشهد تشييع عماد كان مؤلماً، هذا الاحتلال المجرم يحرق الأطفال والمنازل ويقصف بدون رحمة.
ووثق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة والمؤسسات الحقوقية أكثر من 150 غارة جوية من الاحتلال، بالإضافة إلى مئات قذائف المدفعية التي تنهمر على منازل الفلسطينيين، مستهدفة أكثر من 1000 معلم ومنزل ومنشأة زراعية، وتدمير بنايات سكنية وتشريد سكانها، وأسفرت عن استشهاد 11 فلسطينياً خلال اليومين الماضيين وإصابة العشرات.