مع بداية شهر رمضان المبارك، يعمر المصلون مساجد العاصمة الموريتانية نواكشوط، ومدن البلاد الرئيسة، حيث تقام دروس ومحاضرات وحلقات تعليم يشرف عليها كبار العلماء والفقهاء.
ووفقًا لتعداد الحكومة، يشكل المسلمون 100% من سكان البلاد جميعهم من السُّنة، ويتسم المجتمع بطابع محافظ، فيما تنتشر مدارس تحفيظ القرآن، ما جعل عددًا كبيرًا من سكان هذا البلد العربي من حفظة القرآن الكريم.
ويتدفق الموريتانيون على المساجد قبل صلاة الظهر، حيث تبدأ عادة المحاضرات والندوات التي تستمر حتى صلاة العصر، ثم تستأنف أيضًا إلى ما قبل موعد الإفطار بنحو ساعة ونصف.
ويحرص الكثير من الموريتانيين على البقاء في المساجد والإفطار داخلها، والانتظار حتى موعد صلاة التراويح التي تقام في جميع مساجد البلاد تقريبًا، ويحرص الجميع على حضورها.
وتقام في العديد من المساجد إفطارات جماعية، تشرف عليها بعض الجمعيات الخيرية، كما تساهم الحكومة أيضاً في تمويل هذه الإفطارات ببعض المساجد، إذ توفر وجبات إفطار لكل من يحين عليه وقت الفطور داخل المسجد.
ويزداد حرص الموريتانيين على التواجد في المساجد مع دخول العشر الأواخر من رمضان، إذ لا يفوت كثيرون فرصة الاعتكاف داخل المساجد، وبات من الملاحظ إقبال الشباب الكبير على المحاضرات التي تقام طيلة أيام الشهر الكريم.
صلاة التراويح
ويحرص الموريتانيون طيلة ليالي الشهر على حضور صلاة التراويح، وتُقام ثماني ركعات في أغلب المساجد ويُختتم القرآن الكريم بغالبية مساجد البلاد ليلة السابع والعشرين، فيما يحرص أئمة بعض المساجد على ختمه مرتين خلال الشهر.
ويقول إمام صلاة التراويح بمسجد “الإمام مالك” في نواكشوط، محمد الأمين ولد إسلم: إن المساجد بدأت تكتظ بالمصلين بشكل كبير مع بداية الشهر الكريم.
ويضيف في تصريح لـ”الأناضول”: في مسجد الإمام مالك، يتوافد كثيرون من مختلف أطراف العاصمة لصلاة التراويح، المسجد والساحات المحيطة به تكتظ بالمصلين.
ويتابع: بالتأكيد سيزاد اكتظاظ المساجد في (الأيام) العشر الأخيرة من رمضان، الجميع يدرك أهمية اغتنام فرصة الشهر، ولذلك يفضل كثيرون البقاء في المساجد طيلة اليوم لقراءة القرآن وتعلم العلم.
بث مباشر من المساجد
يعتبر “المسجد الجامع” أكبر مساجد العاصمة نواكشوط، واحدًا من المساجد التي تشهد إقبالًا كبيرًا، حيث تُقام محاضرات يشرف عليها كبار العلماء في البلد، وتُبث على الهواء مباشرة عبر الإذاعة والتلفزيون الرسميين.
فيما تحرص كل القنوات والإذاعات الخاصة على بث تقارير بشكل يومي عن مضمون المحاضرات المقامة في “المسجد الجامع”.
وتشرف على المحاضرات التي تقام فيه، وزارة الشؤون الإسلامية، وألقى أول محاضرات شهر رمضان الجاري مفتي البلاد، أحمد ولد لمرابط، وتناولت أحكام الصيام.
وأشاد مفتي البلاد في محاضرته بفتح وسائل الإعلام أمام العلماء في رمضان، وفي غيره لتوجيه الناس وتثقيفهم في أمور دينهم سواء عبر إذاعة القران الكريم أو قناة “المحظرة” (قناة حكومية دينية) وغيرها من المنابر.
وطيلة أيام رمضان تحرص مختلف القنوات العمومية والخاصة في البلاد على تخصيص غالبية بثها لبرامج تستضيف كبار العلماء والفقهاء، بالإضافة إلى مسابقات خاصة بالشهر الكريم ونقل كل المحاضرات الرمضانية من مختلف مساجد البلاد.