أدى الآلاف في تونس صلاة الغائب على الرئيس الراحل الشهيد محمد مرسي، في الطرق الرئيسة المحاذية لساحة القصبة بعد أن منعت السلطات الصلاة في الساحة لأسباب قانونية تتعلق بضرورة الحصول على التراخيص المسبقة، وقبل 72 ساعة من النشاط المقرر القيام به.
وقد ردّدوا قبل أداء صلاة الغائب العديد من الشعارات، منها: “يا شهيد لا تهتم، الحرية تفدى بالدم”، و”تونس، تونس مصر، ثورة حتى النصر”، و”يا مرسي يا شهيد على دربك لن نحيد”، و”يا مرسي ارتاح، ارتاح سنواصل الكفاح”.
النموذج الرائد للثورية
وقال القيادي البارز في حزب حركة النهضة، حبيب اللوز لـ”المجتمع”: تونس اليوم حرة، ولذلك خرجت هذه الجموع بكل تلقائية، وبمجرد دعوة على مواقع التواصل الاجتماعي، فخرج النساء والرجال والشباب ليعبروا عن رفضهم للظلم الذي يقع في مصر على الأحرار.
وتابع: هذه لحظة عظيمة مباركة، تأتي في إطار تثمين تضحيات رجال، صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً، فالناس منهم من هو ثوري وصاحب مبادئ، يصر على الحق ولا يساوم فيه ولا عليه، ومنهم من يدعي الثورية حتى إذا امتحن لا تجده شيئاً.
وأردف: نحن نعتبر الرئيس الشهيد محمد مرسي هو النموذج الرائد في الثورة والثورية بما أبداه من صمود وثبات على المبدأ إلى حد الشهادة.
وأكد أن الثورة في مصر مستمرة، وما حدث عثرات ونكسات بعدها النصر المؤزر بإذن الله تعالى، وما يجري ويدور حول مصر وفي أكناف المنطقة يؤكد بأن الأمة في طريقها للثورة ولاسترجاع سيادتها.
استشهاد مرسي.. و”صفقة القرن”
وربط أحد أهم الناشطين في المجتمع المدني، والمناصرين للقضايا العادلة كالقضية الفلسطينية، في تونس، الحقوقي، بشير خذري، لـ”المجتمع” بين استشهاد محمد مرسي وما يعرف بـ”صفقة القرن”. وقال: لا نملك إذا أردنا أن نكون أحراراً إلا أن ندافع عن الأحرار في العالم، ونعتقد بأن المظلومين في مصر، وفي مقدمتهم الشهيد العلم محمد مرسي، من الأحرار القابضين على الجمر منذ عدة عقود، ولا سيما في السنوات الست الماضية، ولا ندري متى تتوقف مظلوميتهم واضطهادهم ويستعيدون حريتهم.
وأردف قائلاً: تم التخلص من الرئيس الشرعي في مصر بالقتل البطيء، لأننا نعتقد بأن قتل مرسي يأتي في إطار إتمام “صفقة القرن”، وفي ذلك إهانة لكل الأحرار في المنطقة والعالم، وشدد الخذري على أن عملية استشهاد الرئيس محمد مرسي مثّلت شحنة كبيرة ووازنة للذاكرة الجماعية للأمة، ووقوداً مهماً وتاريخياً للنضال من أجل الحرية والنهضة وتحقيق أهداف الأمة.
واستطرد قائلاً: ساءنا منع الحشود من أداء صلاة الغائب على الرئيس محمد مرسي، واضطرارنا لأدائها في ممرات المشاة المقابلة لمسجد القصبة، كما ترون، ونحن الذين أوقدنا شرارة الثورة، وقدمنا شهداء لنعيش أحراراً.
رمزية مرسي
وقال الناشط رضا مولى لـ”المجتمع”: جئت لأداء صلاة الغائب على أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر، وأحد أهم رموز “الربيع العربي”، والصمود والثبات على المبدأ، وأول رئيس يحفظ القرآن الكريم كاملاً، وأول رئيس عربي أرعب صعوده أعداء العروبة والإسلام، وأحد أكبر الملهمين للشعوب معاني التضحية والفداء وعدم المساومة على الحقوق.
وتابع: شعرت بمرارة كبرى عندما تصدى لنا الأمن لمنعنا من أداء صلاة الغائب، في أول دولة عربية ثار شعبها ضد الاستبداد وكانت وما زالت قاطرة “الربيع العربي”، ولكن زال الكثير من المرارة بعد أداء صلاة الغائب.
رمز الأمة
وأشار وليد بن فرج، وهو من الناشطين الشباب، إلى أن انتصار التونسيين للأحرار في مصر، هو انتصار للثورة التونسية وأهدافها، وأن الأحرار في المنطقة أنصار لبعضهم بعضاً، كما أن المستبدين وعبيد المستبدين أنصار لبعضهم بعضاً، الفرق بينهم هو أن الأحرار تجمعهم المبادئ، والمستبدين وأنصارهم تجمعهم المصالح والخوف على السحت الذي جمعوه ويجمعونه من أموال الشعوب وعلى حسابها.
واعتبر الناشط الشبابي حمدي المرزوقي استشهاد د. مرسي درساً للأمة، وهو أكبر مثال يحتذى به في الصمود والثبات على المبدأ، عاش مناضلاً ومات شهيداً وتلك هي حياة الرجال.
وقال: إنه بكى كثيراً لسماعه نبأ استشهاد مرسي رحمه الله، وراودته الحالة في أوقات مختلفة منذ ذلك الحين، وأنه يحبه في الله دون سابق معرفة بينهما.
قدرنا الآتي
وقال الناشط رمضان بن رمضان، لـ”المجتمع”: في هذا اليوم الذي نؤدي فيه صلاة الغائب على شهيد الحريات والنضال من أجل أن تقرر الشعوب مصيرها، وتحقيق ذاتها بالالتحاق بالأمم الحرة، وهي صفة لا تستحقها سوى الشعوب الحرة، التي تملك قرارها، وتنتخب بكل شفافية وديمقراطية من ينوبها في إدارة الشأن العام، تحت رقابتها، وسلطتها المحددة بالقانون.
وواصل: اليوم نرى أطياف المشهد التونسي حاضرة في هذا الزمن المشهود الذي توحدت فيه قوى الثورة بكل ألوانها وتؤدي جميعاً صلاة الغائب على الرئيس الشهيد محمد مرسي، مؤكدين أن قضيتنا واحدة، وأن أمتنا واحدة، وأن وحدتنا قدرنا الآتي.
وأكد تضحيات شهداء وجرحى 25 يناير، وشهداء وجرحى رابعة، ثم استشهاد الرئيس محمد مرسي لن تذهب سدى بل هي وقود المرحلة القادمة، على حد قوله، وردد شعارات الوقفة، ومنها تونس، تونس، مصر.. ثورة حتى النصر.