بعد انتهاء شهر رمضان قامت بلدية الاحتلال بوضع أسيجة حديدية حول الحديقة المتاخمة لمنطقة باب العامود، بهدف تجريفها وتغيير معالمها، بحجة أن الأشجار المزروعة في الحديقة تعيق عمل الكاميرات الأمنية في المنطقة.
واعتبر مقدسيون إجراءات بلدية الاحتلال تغييراً مقصوداً لمعالم منطقة باب العامود وصبغ المكان بالصبغة التهويدية، فالأشجار أكبر من عمر الاحتلال، وهي حديقة خضراء والمكان مكشوف.
يقول الكاتب المقدسي زياد خداج: هذه المنطقة تاريخية بامتياز، وباب العامود المطل على شارع سليمان وشارع نابلس وعلى حي المصرارة وعلى البلدة القديمة يتم استهدافه باستمرار، وبالرغم من أن هذه الإجراءات ليست لها قيمة في تثبيت الحقوق، فإنها محاولة يائسة من بلدية الاحتلال كي تضع بصمات لها على البصمات الأصلية في المكان.
ويضيف: يمر المقدسيون من المكان وهم ينظرون على ما تفعله سلطات الاحتلال، وقلوبهم تعتصر ألماً على واقع يتم استهدافه أمام أعينهم.
إحلال
ويشير الخبير العمراني المهندس د. جمال عمرو إلى أن عقلية الاحتلال في مدينة القدس قائمة على مبدأ الإحلال وطمس ما هو قائم واستبداله إلى مخططات يهودية أمنية.
وأوضح أن الناظر لواقع باب العامود اليوم يرى وجود منصات أمنية شوهت المكان التاريخي، إضافة إلى وجود كاميرات أمنية ذكية تستطيع قراءة ما هو مكتوب على قصاصة ورق صغيرة يحملها مواطن، ومحاولة إقامة منطقة كراجات على شكل طوابق تحجب معالم المكان التاريخي، مشيراً إلى أنه لم يعد المقدسي بوسعه أن يأتي إلى منطقة باب العامود وقضاء وقت الراحة فيه نتيجة الإجراءات الأمنية وأعمال البناء في محيطه.
ويقول المقدسي عزام النتشه (67 عاماً): المكان اليوم أصبح مربعاً أمنياً، وخطراً على كل من يمر منه، فالمنصات الأمنية بداخلها جنود في حالة استعداد للقتل، وتغيير معالم الحديقة المتاخمة لباب العامود سيزيل حقبة تاريخية من المكان، وهذا ما يهدف إليه الاحتلال وذراعه البلدية التي تواصل الليل والنهار كي تصبح مدينة القدس مدينة أوروبية خالية من مقومات التاريخ الإسلامي.
من جانبه، يؤكد د. عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى لـ”المجتمع”، أن ما يجري في منطقة باب العامود وباب الخليل ومقبرة باب الرحمة وما يسمى بالحدائق التوراتية وفي منطقة سلوان جنوب المسجد الأقصى وداخل البلدة القديمة وغيرها من المواقع، استهداف مبرمج وممنهج من قبل الدولة العبرية، وقلب القدس هي البلدة القديمة حاضنة المقدسات الإسلامية وكنيسة القيامة، وعند استهداف القلب يتأثر باقي الجسد، وهذا يتطلب من منظمة “اليونسكو” التدخل فوراً؛ لأن الاحتلال يقوم بعمليات تغيير جذرية في قلب مدينة القدس المحتلة.