أعلنت إثيوبيا اليوم الأحد إحباط محاولة انقلاب في إقليم “أمهرة”، أحد أقاليم اثوبيا التسع، التي أسفرت عن مقتل رئيس أركان الجيش الإثيوبي الجنرال سيري ميكونين وحاكم الإقليم أمباتشو ميكونين، وقالت السلطات: إن قائد المحاولة هو رئيس جهاز الأمن في الإقليم.
وأكد مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي اليوم الأحد أن رئيس الأركان قتل في منزله بالعاصمة أديس أبابا على يد حارسه الشخصي، وأن السلطات ألقت القبض على الحارس. وأضاف المكتب في بيان أن جنرالا متقاعدا قتل مع رئيس الأركان.
وذكرت وكالة “فرانس برس” أن رئيس أمن ولاية أمهرة أسامينو تسيغي تمكن من الفرار.
وقطعت خدمة الانترنت في كافة أنحاء البلاد منذ مساء السبت. وكانت هذه الخدمة مقطوعة غالبية الوقت الأسبوع الماضي.
وقال صحافي في العاصمة المحلية لولاية أمهرة بحر دار لوكالة “فرانس برس” أن إطلاق نار بدأ مساء في المدينة ثم تواصل لساعات بعد ذلك قبل أن يتوقف.
وقال رئيس الوزراء الاثيوبي آبي أحمد، في تصريحات للتلفزيون الرسمي: إنّ إدارته أحبطت محاولة انقلاب في إقليم أمهرا قادها مسؤول عسكري رفيع المستوى وآخرون داخل جيش البلاد.
في ذات السياق، أشارت مصادر لـ”المجتمع” إلى أن الانقلابيين هم مجموعة من السجناء السياسيين السابقين المسيحيين من قومية “الأمهرة” أطلق الرئيس الاثيوبي المنتخب آبي أحمد سراحهم مع جميع السجناء السياسيين في العهد السابق؛ حيث كانت “الجبهة الشعبية لتحرير التجراي” هي الجبهة الحاكمة منذ 1991م، برئاسة “ملس زيناوي” وهو من قومية التجراي حيث تم اضطهاد جميع القوميات الإثيوبية في عهده.
ومنذ صعود آبي أحمد إلى السلطة بإثيوبيا في أبريل/نيسان 2018، قام بالإفراج عن السجناء السياسيين ورفع الحظر عن الأحزاب السياسية، ومحاكمة مسؤولين متهمين بارتكاب انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، لكن العنف العرقي اندلع في مناطق كثيرة، منها أمهرا.
مسلمو إثيوبيا.. حراك منذ عقود
وشهدت إثيوبيا في العقود الماضية حراكاً للمسلمين في جميع الأقاليم ومن جميع القوميات وكان المسلمون هم عصب الحراك السياسي والتغييري واستطاعوا أن يشكلوا قوة بشرية ومادية فهم الجزء الأكثر وعيا وثقافة في هذه القوميات ويتحكمون بالتجارة الوسيطة والمراكز الحساسة في التعليم والتجارة ثم أخيرا في السياسة، وأدى نجاحهم إلى إحداث تغيير وعودة الحكم من الحكم الديكتاتوري لجبهة تجراي إلى حكم ديموقراطي شاركوا في إيجاده.
وتتشكل القومية الأمهرية من مسيحيين ومسلمين تقدر نسبتهم بـ 27 %.
وتنقسم إثيوبيا إلى تسعة أقاليم وفق التصنيف العرقي الجغرافي وهي: (عفار – أمهرة – قماز – جامبال – هورجي – أوروميا – أوجادين – تجراي – الأمم الجنوبية – ومدينتان ذواتا وضع خاص وهي أديس أبابا وديري داو).
ووفق الإحصاءات يشكل المسلمون حتى عام 2007م 34 %من نسبة السكان في إثيوبيا، ويوجد في أديس أبابا مليون مسلم.