شهدت ميادين المدن الفلسطينية حراكاً شعبياً ضد ورشة المنامة التي تمهد لـ”صفقة القرن” المشؤومة، وتوافد أبناء الشعب الفلسطيني في كافة المدن الرئيسة للمشاركة في مسيرات حاشدة، واصفين ورشة المنامة بورشة العار والصفقة المشبوهة.
وكان للحركة الأسيرة في سجون الاحتلال كلمتها ضد ورشة المنامة في البحرين وصدر عنها بيان جاء فيه: الشعب الفلسطيني بات يواجه أوسع هجمة في العصر الحديث التي تستهدف هويته وقضيته الوطنية بقيادة الإدارتين الأمريكية والصهيونية وأتباعهما في العالم ممن ارتضى الظلم والانصياع.
ودعت الحركة الأسيرة في بيانها كذلك إلى مواجهة الصفقة عن طريق صياغة مشروع مواجهة نضالي على الأرض لمواجهة تطبيق الصفقة فعلياً من محاولات ضم الضفة وتهويد القدس ومحاصرة غزة، داعية جماهير الشعب إلى المشاركة في الفعاليات الوطنية التي تمت الدعوة لها.
وختم البيان: إننا كشعب فلسطيني بقواه وفصائله موحدون بالموقف من صفقة العار، وإننا في الحركة الأسيرة جزء أصيل من هذا الموقف الوطني، داعمين لكل فعل سياسي وشعبي رافض لمشروع التصفية.
رفض مطلق
وأكد الفلسطينيون في حديث معهم أن ورشة المنامة جاءت لتصفية القضية وإفراغها من مضمونها الوطني.
وقال الستيني عبدالعزيز عمر، من قلقيلية: لماذا يتدخل العرب في قضيتنا بهذه الطريقة السيئة، ألم يكن الأجدر بهم دعمنا بدلاً من طعننا من الظهر؟ ألم يكفِ ضياع فلسطين من البحر إلى النهر، واليوم جاؤوا كي يشرعنوا هذا الضياع بأوامر من أسيادهم الأمريكيين؟ فالشعب الفلسطيني يتم التآمر عليه منذ النكبة ولغاية الآن.
وقال الطالب الجامعي زياد ناصر، من كلية العلوم في جامعة النجاح: ورشة المنامة تريد أن نتحدث عن الدولارات ونصيب كل فلسطيني منها، فهي تعتبر صرافاً آلياً عوضاً عن كل مقومات القضية الفلسطينية، متسائلاً: هل يعقل لورشة تشارك فيها “إسرائيل” التي تقتل الشعب الفلسطيني أن يكون لها فائدة للفلسطينيين.
كما شارك الأطفال في مسيرات ضد ورشة البحرين، وكانت مشاركتهم برفع يافطات تتضمن عبارات الرفض المطلق لورشة المنامة.
وكتب المواطن زياد حمدان من مدينة طولكرم على صفحته بـ”فيسبوك” ومعه صورة ابنته الصغيرة: طفلتي الصغيرة تشارك معي في مسيرة ضد ورشة البحرين؛ لأن مخرجات هذه الورشة ستطال الأجيال القادمة من الفلسطينيين، فكما طالت مؤامرات النكبة والنكسة الأجيال الفلسطينية سيكون لورشة المنامة الأثر الأكثر إيلاماً علينا، وستصبح القضية الفلسطينية مسألة إنسانية تحتاج إلى تبرعات فقط.
وسارع الفلسطينيون بفتح سجلات الرفض لورشة المنامة على صفحات “فيسبوك”، وطالبوا بتوقيع أسمائهم في هذه السجلات، حتى تكون الحملة في كافة الاتجاهات على الأرض وفي الفضاء الإلكتروني من خلال الشبكة العنكبوتية.
وقال الإعلامي أمين أبو وردة: الحراك ضد ورشة المنامة لم يسبق له مثيل من قبل الفلسطينيين، فالكل شعر بالخوف على القضية وعلى مستقبل الشعب الفلسطيني، فالمؤامرة كبيرة ونتائجها كارثية، وخلال متابعتي لمواقع التواصل الاجتماعي بكافة أشكالها أكاد أجزم أن الفلسطينيين قد رموا ورشة المنامة عن قوس واحدة، فليس هناك اختلاف بينهم في رفضها ولفظها.
وأضاف: تأثير الأحداث السياسية على الفلسطينيين أصبح سريعاً ورد الفعل أسرع، فلم يعد السياسي وحده في الميدان، فالكل يشارك بطريقته في عملية الرفض والتحريض على من يشارك.