– الحكومة ومجلس الأمة: متمسكون بالثوابت الأساسية في السياسة الخارجية بدعم القضية الفلسطينية
– الكويت كانت تاريخياً مناصرة على الدوام للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني
– الخالد: نقبل ما يقبل به الفلسطينيون ولن نقبل ما لا يقبلون به
كانت الكويت تاريخياً مناصرة على الدوام للحقوق الثابتة والمشروعة للشعب الفلسطيني، أكد نواب مجلس الأمة الكويتي أن نتائج أعمال اجتماع مؤتمر المنامة في البحرين من شأنها أن تساهم في تضييع الحقوق العربية والإسلامية التاريخية في فلسطين المحتلة، وذكروا أن الكويت كانت تاريخياً مناصرة على الدوام للحقوق الثابتة والمشروعة للشعب الفلسطيني، مبينين أن التطبيع مع الكيان الصهيوني مناهض للثوابت والمواقف والتشريعات الكويتية.
واعتبروا أن ورشة المنامة تهدف إلى تكريس الاحتلال وإضفاء الشرعية عليه، وتحميل الدول الخليجية والعربية نفقات وأعباء تثبيته، وأشاروا إلى الموقف الشعبي الكويتي الذي عبرت عنه النخب السياسية والتجمعات النقابية ومؤسسات المجتمع المدني المختلفة مراراً وتكراراً عن الرفض القاطع لأي محاولة للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
الموقف الحكومي
فيما جدد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، التأكيد على تمسك الكويت بالثوابت الأساسية في سياستها الخارجية بدعم القضية الفلسطينية والقبول بما يقبله الفلسطينيون، وقال الشيخ صباح الخالد: إن الحكومة استمعت باهتمام إلى البيان، وتؤكد تمسكها بالثوابت والركائز الأساسية في سياستها الخارجية بدعم القضية الفلسطينية، مضيفاً: نحن نقبل ما يقبل به الفلسطينيون، ولن نقبل ما لا يقبلون به.
وأعرب عن الأمل أن يقوم أصدقاؤنا في الولايات المتحدة الأمريكية المعنيون بإيجاد حل للقضية الفلسطينية مع الأخذ بعين الاعتبار الركائز الأساسية في قرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن وخطة السلام العربية، ورفض الخالد التشكيك بمواقف الحكومة الكويتية قائلاً: أرجو عدم التشكيك بمواقفنا، الحكومة لن تقبل بأي تشكيك، مشدداً على أن الكويت فوق كل اعتبار، ونحن نعرف كيفية تنفيذ السياسة الخارجية الكويتية.
فيما قال عضو مجلس الأمة النائب أسامة الشاهين: إنها في الحقيقة ليست «صفقة القرن» بل «صفعة القرن»، مشيراً إلى أن هذه الصفقة رابحة بكل المعايير للكيان الصهيوني المحتل، وكأنها تقول له: تمتع باحتلالك، وسنسكن المبعدين والمهجرين بأراضٍ عربية مصرية وأردنية، وسيقوم بتكلفة الإعمار والتهجير والتسكين في مخيمات بالأراضي العربية أموال خليجية.
وأضاف الشاهين: نحن ندفع ونوافق ونسلم أراضي أخرى للكيان الصهيوني، وهي صفعة بكل المعايير، مشيداً بموقف الحكومة الكويتية بعد رفضها المشاركة في مؤتمر المنامة، مبيناً أن السلطة الفلسطينية مع كل التحفظات عليها وموافقتها على اتفاقيات السلام المخزية مع «إسرائيل» رفضت هذا المؤتمر، وقالت: لن نذهب له، وهو يمثل ضياعاً لآخر الحقوق العربية والإسلامية.
وأشاد الشاهين بالمجتمع المدني الكويتي ووزير التجارة خالد الروضان الذي قاطع الاجتماعات التحضيرية لمؤتمر المنامة، متمنياً أن يكون الموقف الكويتي بذات الثبات خلف صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مع الحقوق العربية وضد التطبيع والاستسلام للكيان الصهيوني.
وقال النائب عبدالوهاب البابطين: الدور الشعبي هو المكمل للدور الذي تمارسه السياسة الخارجية، وشددنا على رفضنا الكامل لمحاولات التطبيع المباشرة وغير المباشرة.
فيما قال النائب عبدالكريم الكندري: نحمّل الحكومة المسؤولية الكاملة تجاه أي محاولة للقبول بالتطبيع مع الكيان الصهيوني بشكل مباشر أو غير مباشر، ومحاولتنا ستكون بالوقوف ضد من يحاول جرنا, ونحن دولة صغيرة ولكن كبار بمواقفنا.
ومن جهته، قال النائب محمد الدلال: الكويتيون يطالبون بطرد الغاصب المحتل من أرض فلسطين، ونحن نعتز بالموقف الرسمي لدولة الكويت ولدور صاحب السمو، ودورنا معبر عن رأي الحكومة والشعب.
وأكد النائب عادل الدمخي: تعودنا من موقف الحكومة الحاسم من التطبيع وأي حضور أو مشاركة في المؤتمر المشؤوم، وذكر النائب عبدالله الكندري أن القضية الفلسطينية هي قضيتنا، ونسعى لتحرير المسجد الأقصى.
صفعة القرن
ومن جانبه، قال النائب السابق د. جمعان الحربش: إن كان لصفعة القرن أن تفشل -وهي إلى فشل كبير بإذن الله- فسيكون الموقف الكويت الرسمي والشعبي الرافض لها سببا رئيساً في ذلك، وهو الأمر الذي نعتز به جميعاً، وقال النائب السابق صالح الملا: «صفقة القرن» هي وعد مَنْ لا يملك لمَنْ لا يستحق، كان وما زال الموقف الشعبي والرسمي الكويتي ثابتاً تجاه الحق الفلسطيني، رافضاً لأي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل.
وقال أستاذ الهندسة في جامعة الكويت د. عبدالعزيز الصقعبي: نفتخر بالموقف الكويتي الشعبي والرسمي المناهض لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني المجرم، ومن ناحيته، عبر رئيس رابطة شباب لأجل القدس العالمية طارق الشايع عن شكره لرئيس مجلس الأمة وأعضاء المجلس، وذلك لتعبيرهم عن موقف الشعب الكويتي بالمؤتمر المشبوه المسمى «ورشة البحرين».
وقال الشايع: إن موقف الكويت تجاه القضية الفلسطينية كان ولا يزال بالوقوف إلى جانب الحق الشرعي للفلسطينيين في أرضهم، مضيفاً أن الكويت ممثلة بصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، الذي يرسم بحكمته وحنكته السياسية طريقة التعامل مع القضايا الإسلامية والعربية التي تأتي متوافقة مع آمال وتطلعات الشعوب ورفض الاحتلال والعمل على التخلص منه، ترفض هذه المهزلة.
واستذكر الشايع الرسالة المهمة من سمو الأمير، حفظه الله ورعاه، لرئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم بعد دعوته إلى طرد ممثل الصهاينة من الاتحاد البرلماني الدولي وتبني سموه لهذا الموقف الشجاع، ودعا الشايع الدول الخليجية والعربية والإسلامية وأحرار العالم إلى الاقتداء بالموقف الكويتي الشجاع مع ما تعيشه المنطقة من أجواء توتر حالياً آلت الكويت على نفسها هذه الوقفة المبدئية.
ليس الموقف الأول للكويت
المشهد الأول:
مطلع خطاب صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، حفظه الله، في المنتدى العربي الصيني بتاريخ 10 يوليو 2018م في العاصمة بكين، جاء فيه: «فخامة الرئيس أصحاب المعالي والسعادة، ندرك تماماً أن هذا التعاون الذي مضى على تأسيسه ما يقارب العقد والنصف لن يتحقق له النمو والاستمرار والوصول به إلى الغايات المنشودة من انطلاقه ونحن نعيش في ظل أوضاع متوترة وغير مستقرة في وطننا العربي، حيث إن القضية الفلسطينية وهي قضيتنا المركزية الأولى ما زالت بعيدة عن دائرة اهتمام وأولويات العالم رغم ما يمثله ذلك من تهديد للأمن والاستقرار علينا».
المشهد الثاني:
– جلسة مجلس الأمن الدولي بتاريخ 30 مايو 2018م، حيث عرقلت دولة الكويت اقتراحاً أمريكياً بإصدار إعلان عن مجلس الأمن، يندد بقوة إطلاق صواريخ من قطاع غزة على «إسرائيل».
– جلسة مجلس الأمن الدولي بتاريخ 1 يونيو 2018م، حيث تقدمت دولة الكويت بمشروع قرار إلى مجلس الأمن في الأمم المتحدة يطالب المجتمع الدولي بفرض حماية دولية للشعب الفلسطيني الأعزل، وما يتعرض له من قتل ممنهج من مؤسسة عسكرية وجيش نظامي يمارس كل أنواع القهر والتعسف والإرهاب، بينما تتم مباركة القاتل الملطخة يداه بدماء الضحية.
المشهد الثالث:
المؤتمر الـ137 للاتحاد البرلماني الدولي، المنعقد بتاريخ 18 أكتوبر 2017م في مدينة سانت بطرسبورج الروسية، حيث شن رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم هجوماً حاداً على وفد الاحتلال الصهيوني، وقال في كلمته: «ما تمارسه «إسرائيل» هو إرهاب الدولة وينطبق على هذا الغاصب المثل القائل: إن لم تستح فاصنع ما شئت»، وأضاف مخاطباً وفد الكيان: «عليك أيها المحتل الغاصب أن تحمل حقائبك وتخرج من القاعة بعد أن رأيت رد فعل برلمانات العالم.. اخرج من القاعة إن كان لديك ذرة من كرامة.. يا محتل، يا قتلة الأطفال».
فما كان من صاحب السمو سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح حينها إلا أن أرسل إلى الغانم مثنياً ومؤيداً موقفه تجاه الوفد الصهيوني قائلاً له: «تابعنا بكل الاهتمام والتقدير ردكم الحازم على رئيس وفد «الكنيست الإسرائيلي» وتصديكم له على خلفية موضوع النواب الفلسطينيين في السجون «الإسرائيلية»، ومطالبتكم للوفد «الإسرائيلي» بمغادرة القاعة»، الموقف المشرف كان محل تقدير ممثلي الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة المحبة للسلام في هذا البرلمان الدولي أيضاً، وهو يجسد جلياً موقف الكويت الداعم للأشقاء الفلسطينيين لاستعادة حقوقهم المشروعة ونصرة قضيتهم العادلة.