اتھمت وزارة الدفاع البریطانیة الیوم الخمیس إیران بعرقلة حریة الملاحة الدولیة باعتراض مجموعة من زوارقھا ناقلة نفط بریطانیة في میاه الخلیج العربي محاولة احتجازھا فیما تنفي طھران ذلك واصفة الاتھام بأنھ “ادعاءات مكررة وتھدف إلى تصعید الوضع”.
وبین اتھامات ونفیھا تعیش المنطقة فوق صفیح ساخن في ظل الخطوات التصعیدیة التي تتخذھا عدة أطراف فیما تدعو أطراف أخرى إلى ضرورة ضبط النفس وتجنب التصعید بالوسائل السیاسیة.
فمن جانبھا أكدت وزارة الدفاع البریطانیة أن زوارق حربیة إیرانیة حاولت بالفعل اعتراض ناقلة نفط بریطانیة في میاه الخلیج العربي.
ونقلت ھیئة الإذاعة البریطانیة (بي بي سي) عن متحدث باسم الوزارة قولھ إن الفرقاطة (إتش إم إس مونتروز) التابعة للبحریة الملكیة أبحرت وسط ثلاثة زوارق إیرانیة ووجھت لھا تحذیرات شفھیة بعدم اعتراض ناقلة النفط (بریتیش ھیریتاج).
ووصف المتحدث المحاولة الإیرانیة باعتراض سفینة تجاریة بأنھ انتھاك صریح للقوانین الدولیة داعیا إیران الى الكف عن مثل ھذه المحاولات والعمل عوضا عن ذلك على تخفیف حدة التوتر في المنطقة.
ودعت وزیرة الدفاع البریطانیة بیني موردنت في تصریح صحفي إیران إلى تجنب التصعید وتخفیف حدة التوتر فیما حذر وزیر الخارجیة جیریمي ھانت من أن “بریطانیا تراقب تطورات الأوضاع بیقظة وحذر بالغین”.
من جھتھا نفت ایران اعتراض قواربھا ناقلة نفط بریطانیة في میاه الخلیج العربي مؤكدة في الوقت نفسھ قدرة قواتھا البحریة على إیقاف السفن الأجنبیة في المنطقة الجغرافیة المنوطة بھا في “حال صدور أوامر بذلك”.
ونقلت وكالة الانباء الرسمیة الایرانیة (ارنا) عن الحرس الثوري الایراني القول في بیان إن دوریاتھ “تواصل واجباتھا بشكل اعتیادي وتمارس مھامھا المنوطة بدقة وصلابة ولم تواجھ أي سفینة اجنبیة بما فیھا السفن البریطانیة خلال ال24 ساعة الماضیة”.
بدوره وصف وزیر الخارجیة الایراني محمد جواد ظریف ما أثارتھ السلطات البریطانیة بشأن محاولة طھران احتجاز إحدى ناقلات نفط بریطانیة في میاه الخلیج العربیة بأنھا “ادعاءات مكررة وتھدف إلى تصعید الوضع”.
وقال ظریف في تصریحات للصحفیین “یبدو أن الناقلة قد عبرت (مضیق ھرمز) لكن مزاعم محاولة الحرس الثوري الایراني احتجازھا تھدف لتصعید الوضع ومكررة ولا قیمة لھا”.
وأضاف ظریف أن مثل ھذه “الادعاءات تكررت كثیرا حتى الآن وأن الحرس الثوري بدوره نفى ذلك بید أن ھذا الكلام یثار من أجل تغطیة نقاط ضعفھم”.
على صعید متصل دعا نائب وزیر الخارجیة الروسي سیرغي ریابكوف ایران إلى عدم اتخاذ مزید من الخطوات “التصعیدیة” مشیرا إلى أن مخاطر حدوث مجابھة عسكریة زادت ارتباطا بالأحداث التي وقعت أخیرا.
ونقلت وكالة (تاس) الإیرانیة للأنباء عن ریابكوف قولھ خلال مداولات جرت أمام البرلمان (الدوما) إن الوضع في المنطقة “یبعث على قلق جدي” مشیرا الى صعوبة التكھن بتطور الاحداث.
وأشار إلى اعلان لندن بشأن محاولة إیران احتجاز ناقلة نفط بریطانیة بمیاه الخلیج قائلا إن الأمر “ممكن ان یؤدي الى تعقید حریة الملاحة” داعیا الى ضرورة التحرك لتخفیف التوتر بالوسائل السیاسیة.
واتھم واشنطن بانھا تسعى لإثارة التصعید في المنطقة قائلا “إن الایرانیین ابدوا خلال مدة طویلة صبرا استراتیجیا لكنھم بدؤوا الان باستعراض رفضھم للوضع القائم”.
وأضاف ان القیادة الایرانیة والمفاوضین الایرانیین الذین وقفوا وراء التوقیع على الاتفاق النووي “لا یمكنھم الاذعان للوضع الحالي”.
كما دعت الرئاسة الروسیة الى ضرورة ضمان حریة الملاحة في مضیق ھرمز على ضوء اتھام لندن بأن طھران حاولت اعتراض ناقلة نفط بریطانیة في الخلیج العربي.
ونقلت وكالة (انترفاكس) الروسیة للأنباء عن المتحدث باسم الرئاسة الروسیة دمیتري بسكوف قولھ انھ یجب معالجة قضایا الخلاف عن طریق الحوار وضرورة ضمان حریة الملاحة في مضیق ھرمز والخلیج العربي داعیا الاطراف المعنیة الى ضرورة ضبط النفس وتجنب التصعید.
وكانت قناة (فوكس نیوز) نقلت في وقت سابق عن مسؤول أمریكي لم تكشف عن ھویتھ القول إن خمسة زوارق حربیة یعتقد بأنھا تابعة للحرس الثوري الإیراني حاولت احتجاز ناقلة نفط بریطانیة في میاه الخلیج العربي أمس الأربعاء لكنھا “تراجعت بعد اقتراب سفینة حربیة بریطانیة” مشیرا إلى أن طائرة استطلاع أمریكیة مأھولة كانت تحلق في المنطقة اثناء الحادث.
وبدورھا كشفت شبكة (سي إن إن) الإخباریة الأمریكیة عن أن ناقلة النفط البریطانیة (بریتیش ھیریتاج) كانت بصدد عبور مضیق ھرمز عندما اقتربت منھا القوارب الإیرانیة مشیرة إلى أن البارجة البحریة الملكیة البریطانیة (إتش إم إس مونتروز) كانت ترافق الناقلة من الخلف وقامت بتوجیھ تحذیر للقوارب الإیرانیة في الوقت الذي كانت فیھ طائرة أمریكیة تحلق وتسجل الحادث عبر تقنیة الفیدیو.
وكان أمین مجلس تشخیص مصلحة النظام في ایران محسن رضائي قد دعا في وقت سابق الى الرد بالمثل على بریطانیا وإیقاف ناقلة نفط بریطانیة إذا لم تفرج عن ناقلة إیرانیة جرى احتجازھا في منطقة (جبل طارق).
وجاء ذلك بعدما أعلنت سلطات جبل طارق وھي منطقة حكم ذاتي تابعة للتاج البریطاني أنھا احتجزت ناقلة عملاقة متجھة إلى سوریا وتحمل ملیوني برمیل من النفط الخام یعتقد بأنھ إیراني وذلك “لانتھاكھا العقوبات الأوروبیة ضد دمشق” إلا أن إیران نفت ان تكون سوریا ھي وجھة ناقلة النفط التابعة لھا التي احتجزتھا القوات البحریة البریطانیة في جبل طارق.
وتأتي ھذه التطورات بعد تعرض ناقلتي نفط في بحر عمان إلى الاعتداء الشھر الماضي كما تم الاعتداء أیضا على أربع ناقلات نفط في میاه المنطقة قبل شھرین.