بدأ جسر جابر عمله، وبدأت معه الحوادث، والخلل بالتأكيد بسبب الاستهتار والسرعة المفرطة، وكل الخوف أن يكون مصير أحدهم في قاع البحر!
لا يخفى على أحد الاهتمام العالمي باستخدام وسائل النقل العامة لتخفيف الازدحام والتلوث البيئي، وتشجيع استخدام الدراجات الهوائية في التنقلات القريبة، لدرجة أنهم وفروا لهم حارات خاصة بموازاة الشوارع والممشى، من أجل التنمية المستدامة للبيئة، وكم رأينا وزراء في أوروبا يركبونها.
ويستخدم العديد من الشباب في الكويت الدراجة الهوائية لممارسة الرياضة، فكان الوقت الأفضل هو الخامسة فجراً، لتجنب مخاطر السيارات، أو الاتجاه نحو شاطئ البحر، إلا أنهم لا يأمنون الحوادث، فقبل أسبوع أصيب شاب بحادث خطير على جسر جابر قليل الاستخدام، دخل على إثره المستشفى.
ويذكر لي أحد الأصدقاء أن ممارسي هذه الهواية لا يسلمون من تحرش السيارات الشبابية، حيث يميلون عليهم حتى يسقطوهم، ويضحكوا عليهم!
لذا.. فكما فكرت الدولة مشكورة في توفير ممشى في كل منطقة سكنية، إضافة للأماكن المفتوحة، وجعلتها ثقافة عامة محترمة عبر التوعية والإرشاد، فجميل لو استكملت حملاتها التوعوية لممارسة رياضة الدراجات الهوائية، خصوصاً أن بعض الجمعيات التعاونية توفرها بإيجار زهيد لسكان المنطقة، وكل ما يحتاجه الهواة أمران: حارات خاصة لهم، والأمن، ولعل ذلك يأتي بالتدرج، بدءاً من شوارع المناطق الداخلية، ثم الأماكن المفتوحة والشواطئ، وبعد فترة من التجربة يتم تعميمها على الشوارع الرئيسة.
وبعد الحادث الأخير على جسر جابر، اقترح أستاذ الهندسة د. محمد الياقوت تصغير حاراته، مع المحافظة على عددها، وإفساح المجال للمشاة وركاب الدراجات الهوائية الذين لا يلوثون البيئة، بحارة جديدة، للتمتع باستخدام هذا المرفق الحيوي من دون الإضرار بسلامتهم.
ويبين أن عرض الحارات الحالية يبلغ 3.75 م، ومعدل عرض الحارات الآمنة بحسب المقاييس العالمية هو 2.8 – 3.6 م، وهذه الفكرة هي مشروع طالباته في معرض خريجي الهندسة.
أما بخصوص رسوم الجسر فهذا نظام متبع عالمياً، وينبغي التعامل معه إلكترونياً دون توقف للسيارات، وكل سيارة لها رسم خاص حسب حجمها.
وقد آن الأوان لتشجيع حارات الخط السالك، التي لا يسير عليها سوى الحافلات وسيارات الأجرة على الجانب الأيمن، والسيارات التي تحمل 3 أشخاص فما فوق على الجانب الأيسر، حتى وإن احتاج الأمر 10 سنوات، المهم نبدأ.
وحصر سير سيارات الشاحنات في الشوارع من الساعة الثامنة مساء، حتى الساعة السابعة صباحاً، كما هي الحال في الدول الأوروبية التي لا نراها إلا في الخطوط السريعة.
ولعلها دعوة لإعادة التفكير في التخطيط للطرق والساحات، من خلال وزارات الداخلية والأشغال وهيئات البيئة والطرق.
٭ أفاد المستشار البيئي أ. فؤاد الجمعة حول مقالي السابق «استبدال العقاب بالعمل التطوعي»، بأن الاستبدال يكون بالعمل الاجتماعي لا التطوعي، لأن الأخير فكرته وأهدافه مختلفة، وأضم صوتي لصوته، ولعلها سبق القلم، وشكراً للتنبيه.
___________________________
يُنشر بالتزامن مع صحيفة “الأنباء” الكويتية.