أدان عدد من الصحفيين والسياسيين ما قام به الوفد الإعلامي العربي مؤخراً بالذهاب إلى الكيان الصهيوني، والتطبيع معه بهذه الطريقة الفجة، واستقبال رئيس حكومة الكيان الصهيوني له، معتبرين ذلك تحدياً لمشاعر الشعب الفلسطيني بل والشعوب العربية جميعاً، وأن هذا الأمر خيانة للدماء الفلسطينية والعربية التي أريقت لتحرير الأرض من المحتل الصهيوني.
كما طالبوا بضرورة اتخاذ خطوات جادة لمعاقبة هؤلاء، وإدانة ما جرى، وتفعيل قرارات رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني من المؤسسات الصحفية والإعلامية العربية التي أقرت مثل هذه القرارات، وكذلك مواقف مماثلة من الأحزاب السياسية والكيانات الأخرى لوقف هذا الأمر والحفاظ على الموقف الصلب والقوي للشعوب العربية الرافضة لأي تطبيع مع هذا الكيان المغتصب للأراضي العربية.
أرادوا شهرة افتقدوها في مهنتهم
فمن جانبه، قال الكاتب الصحفي قطب العربي، مدير المركز العربي لحرية الإعلام: إن زيارة وفد إعلامي عربي للكيان الصهيوني خروج واضح عن ثوابت الأمة العربية والنقابات الصحفية والإعلامية العربية واتحاد الصحفيين العرب الرافضة للتطبيع بأي شكل من الأشكال، التي توجب مساءلة من يخالف ذلك، وإن هذه القلة الإعلامية التي تعد على أصابع اليد هي أقل وأحقر من أن نهتم بها، لقد أرادوا شهرة افتقدوها في مهنتهم ووسطهم، وأرادوا مغانم يعلمون أنها ستُفتح لهم بعد هذه الزيارة المشؤومة؛ فكان هذا هو دافعهم الذي جعلهم يضحون بالثوابت الوطنية.
وأضاف العربي، في تصريحات لـ”المجتمع”: أنا واثق أن الجسد الإعلامي العربي في مجمله لا يزال بخير ورافض للتطبيع، ونابذ لكل مطبع، وقد شاهد الجميع ما لحق بهؤلاء المطبعين من احتقار وإذلال على يد المرابطين في القدس، وهو المصير الذي ينتظر أي مطبع آخر، وإن من واجب النقابات الإعلامية العربية مساءلة هؤلاء المطبعين تطبيقاً لمواثيق الشرف الإعلامية وقرارات الجمعيات العمومية حتى يكونوا عبرة لغيرهم.
أما رجاء المرغني، وكيل أول نقابة الصحفيين المصريين الأسبق، فاعتبر ما جرى خطوة مدانة ومخالفة للموقف الشعبي العربي الرافض للتطبيع مع الكيان الصهيوني، وهو ما يجب إدانته على أوسع نطاق وتحذير الشعوب العربية منه؛ لأن هؤلاء صاروا في خندق واحد مع الكيان الصهيوني الذي لا يزال يحتل الأرض العربية، وعلى الشعوب العربية أن تظل على موقفها حتى تمر هذه الفترة الصعبة على الأمة ويعتدل الميزان الدولي.
توجه ذو دلالة سياسية
وحول ما إذا كانت هذه الخطوة تمهيداً لتطبيع سياسي، قال الميرغني، في تصريحات لـ”المجتمع”: بالتأكيد هذا توجه له دلالة سياسية في ظل توجه وتقارب مع الكيان الصهيوني، وانحراف واضح عن المسار الوطني من بعض دول الخليج التي استضافت المؤتمر الأخير للتمهيد لما يسمى بـ”صفقة القرن”، وبالتالي هذه الزيارة لهذا الوفد تتكامل وتتماهى مع اللوحة الكاملة التي يعد لها الآن وتمرير هذه الصفقة.
وطالب وكيل أول نقابة الصحفيين الأسبق بضرورة معاقبة هؤلاء المطبعين من جانب الكيانات الصحفية والإعلامية التي لديها آلية للمحاسبة في هذا السياق، وتفعيل هذه القرارات على الأرض بتطبيقها على هؤلاء، وأضعف الإيمان إصدار بيانات تدين مثل هذا التصرف ومن قام به لوقف هذا الأمر ووضع حد له.
ومن جانبه، اعتبر عبدالعزيز الحسيني، القيادي بتيار الكرامة، في تصريحات لـ”المجتمع”، هذه الخطوة خيانة لدم الشعب الفلسطيني وكل الدماء العربية التي أريقت دفاعاً عن القضية الفلسطينية من جانب الدول العربية الأخرى، ومغازلة للكيان الصهيوني على حساب قضايا الشعوب العربية التي ترفض هذا الأمر بشدة، ولعل ما جرى بالقدس يؤكد ذلك بوضوح، ومهاجمة أحد أعضاء الوفد فضلاً عن موقف الشعوب العربية المتضامن مع القضية الفلسطينية.
واتفق الحسيني مع الميرغني على ضرورة معاقبة كل من ينهج هذا النهج، خاصة أعضاء الوفد الأخير؛ لأنه يخرق إجماعاً عربياً شعبياً وقرارات لمؤسسات إعلامية وصحفية في هذا الأمر، وبالتالي على هذه الكيانات تفعيل قراراتها التي اتخذتها في هذا الصدد.
ويرى مجدي حمدان، نائب رئيس حزب الجبهة، أن ما جرى محاولات مدفوعة من حكومات عربية، وهؤلاء لديهم ضوء أخضر لجس النبض في دولهم تجاه التطبيع، وأن هناك دولاً قامت بالتطبيع منذ فترة طويلة، وأن هناك دولاً لها تطبيع سري، لكن بهذه الطريقة يبدو أن هناك دولاً لم تعد تراعي مشاعر شعوبها، وأصبح الأمر ظاهراً وواضحاً، ولم يعد هناك حياء لإخفاء هذا الأمر.
وأضاف حمدان، في تصريحات لـ”المجتمع”، أن الدولة التي تذهب إلى “إسرائيل” هي دولة ضعيفة تريد أن تحتمي بأمريكا، وهي الكيان الأكبر الذي يحمي “إسرائيل”، وتخوفاً على مقاعدهم، خاصة أن هؤلاء وصلوا لسدة الحكم بقرارات أمريكية، وللحفاظ عليها يلجؤون إلى التطبيع.