في الوقت الذي تراجعت فيه أسعار الأضاحي بمصر هذا العام لوفرة المعروض، فإن حركة البيع والشراء شهدت ركوداً واضحاً في انتظار الساعات الأخيرة قبل حلول عيد الأضحى المبارك الأحد 11 أغسطس الجاري.
أسباب الركود
ويربط مراقبون عزوف المواطنين عن شراء الأضاحي لصعوبة الأحوال الاقتصادية، وتزامن قدوم عيد الأضحى مع الاستعداد لبدء العام الدراسي الجديد بالبلاد المرتقب في سبتمبر المقبل، بجانب وفرة المعروض.
وقال الصحفي المتخصص في الشأن الاقتصادي إبراهيم الطاهر لـ”المجتمع”: الركود أمر طبيعي في اقتصاديات رب الأسرة المصرية، الذي قد ينتظر وصول الأضاحي له في مقابل الاهتمام بمستوى تعليم أولاده وأعباء ذلك، وبالتالي يظل من يمتلك الوفرة المالية هو القادر على دخول سوق الأضاحي.
وبحسب رأي الطاهر، فإن زيادات نفقات الأسرة المصرية كان سبباً في تغيير أولويات الإنفاق سواء الشهري أو الموسمي، وهو ما كان سبباً في تقليص عمليات الإنفاق المتعلقة بالاحتياجات التي لا تحتل سلم الأولويات مثل الأضحية.
وأضاف أن انخفاض الأسعار هذا العام يأتي كمحاولة يائسة من التجار لجلب الزبائن عبر “حرق الأسعار” لإنهاء الركود الذي ضرب سوق المواشي والأغنام في مصر، نتيجة تغول الفقر في المجتمع، وبالتالي يزداد كل عام من يستحق الأضحية، وينتقل كل عام في مصر مواطنون من قائمة المضحين إلى قائمة مستحقي الأضحية.
وأشار إلى أن هناك عاملاً آخر يحكم السوق، وهو سياسة المشاركة في الأضحية لتقليل النفقات، وهو ما كان سبباً في زيادة نسبة المستفيدين من الأضحية مقابل قلة متوقعة في عدد الأضاحي.
من جانبه، صرح رئيس شعبة القصابين بغرفة القاهرة التجارية محمد وهبة بأن تراجع الأسعار نتيجة لمعاناة السوق من الركود طوال العام مما أدى لوفرة المعروض.
وأوضح أن سعر كيلو الخراف الحي يتراوح بين 62 و68 جنيهاً، مقابل 65 و70 جنيهاً بالعام الماضي، فيما انخفضت أسعار كيلو لحم الأبقار الحية إلى ما بين 52 و60 جنيهاً مقابل 62 و68 جنيهاً بالعام الماضي، كما تراجع سعر كيلو الجاموس إلى 45 جنيهاً مقابل 52 جنيهاً بالعام الماضي.
أما نائبة وزير الزراعة للإنتاج الحيواني، د. منى محرز، فبررت انخفاض أسعار الأضاحي هذا العام بجهود الحكومة خلال الأعوام الماضية!
وقالت في تصريحات صحفية رسمية: لقد تم تقليل استيراد مصر من اللحوم العام الماضي بنحو 80 ألف طن مع زيادة الإنتاج المحلي، وقامت وزارة الزراعة بضخ 700 مليون جنية في مشروع “البتلو”، الذي منع ذبح العجول إلا بوزن 400 كيلو جرام مما زاد الكمية، بدلاً من ذبحها عند 100 كيلوجرام.
رسمياً، حددت وزارة الزراعة سعراً موحداً للأضاحي هذا العام، حيث وصل سعر العجول البقري 52 جنيهاً للكيلو الحي، والعجول الجاموسي بسعر 42 جنيهاً للكيلو الحي، والأغنام والماعز بسعر 60 جنيهاً للكيلو الحي.
وأعلنت النقابة العامة للفلاحين عن طرح أضاحي العيد بأسعار تنافسية، حيث حددت سعر كيلو اللحم في الأضحية عجول أو بقر تزن من 350 إلى 400 كيلو بسعر 47 جنيهاً للكيلو بجميع فروع النقابة بالمحافظات في محاولة قالت: “إنها لمنع الاحتكار”.
ميدانياً، خسرت العجول والأبقار أمام الضأن وفق مؤشرات لعاملين بالأسواق، حيث أدى الركود إلى زيادة أوزان العجول والأبقار؛ ما جعل أسعارها مرتفعة، فيما زاد الإقبال على شراء الضأن لأن أوزانه منخفضة.
صكوك الأضاحي
وفي السياق نفسه، تزايدت الحملات المشجعة لشراء صكوك الأضحية بمصر، وتُنافس وزارتا التموين والأوقاف العديد من مؤسسات العمل الخيري المجتمعي في جمع صكوك الأضحية من المصريين.
وطرحت وزارة التموين والتجارة، بالتعاون مع وزارة الأوقاف، صك الأضحية بقيمة 1800 جنيه، مقابل 1500 جنيه للصك في العام الماضي.
وفي بنك الطعام المصري، وصل سعر صك الأضحية البلدي إلى 3 آلاف جنيه، و1950 للمستورد.
وقدم بنك الطعام العديد من طرق التحصيل ومنها الموقع الإلكتروني أو التحصيل المنزلي أو التبرع البنكي تحت شعار “وصل الفرحة لكل الناس”.
أما في مؤسسة مصر الخير، فقد أعلنت حملة تحت عنوان “فرحتك ضعفها خير” لتسويق الصكوك.
وقدمت المؤسسة أسلوباً آخر للترويج للصكوك، حيث أعلنت عن تقديم 27 كيلو لحم عجل بلدي صاف، بـ3300 جنيه يصل منهم للمضحي 9 كيلو لحم بلدي، فيما يصل للمستحقين 18 كيلو بنفس الجودة.