– الأزمة المصرية باتت إقليمية دولية وهناك أطراف تتحكم بها
– الأغلبية من المقيمين في الخارج أوفياء لقضيتهم رغم الصعاب
– محاولات طوي صفحة مذبحة “رابعة” فشلت مع استمرار التذكير
– لا تزال حالة الاستقطاب مسيطرة على المعارضين بالخارج
– الشعب المصري هو صاحب القرار في الدفاع عن نفسه
– نقدر معاناة المعتقلين وهناك رسائل صمود وثبات
الكاتب المصري قطب العربي، يعتبر أحد الفاعلين البارزين في المشهد السياسي المعارض بالخارج، تولي منصب الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للصحافة بمصر قبل أزمة يوليو 2013 والتي أسفرت عن تغيير المشهد برمته، وسفره القسري للمنفى الاختياري في قطر، ومنه شارك في معظم الفاعليات المعارضة بالخارج المطالبة بالديمقراطية والتصحيح ورفض الاستبداد وانضم للجبهة الوطنية المصرية بعد أن شارك في المجلس المصري الثوري في الخارج.
ودائما ما تهاجم السلطات المصرية المعارضين بالخارج، وتشن وسائل إعلامها حملات إعلامية شرسة ضدهم، باعتبارهم خصوم للوطن، وهو ما ينفيه عادة المعارضون بالخارج ويؤكدون تمسكهم بحب الوطن في مواجهة انتهاكات النظام الحالي الذين يتهمونه دوما بالانقلاب على إرادة الشعب المصري وثورة 25 يناير 2011.
“المجتمع” ذهبت لتسمع الرواية الأخرى للمشهد التي لا تظهر على وسائل الإعلام المحلية بمصر، من الكاتب الصحفي قطب العربي، فحاورته عقب الحراك الذي تجدد في الخارج في ذكرى فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة تحت لافتة مبادرة حراك، ومآلات ذلك بالتزامن مع دعوات كثيرة لإيجاد مخرج للأزمة المصرية، فجاء الحوار صريحاً يضع النقاط على حروف المشهد الضائعة.
حراك مهم
*نبدأ من الحراك الجديد الذي دشنته مبادرة حراك الشبابية بالخارج.. ماذا يشكل هذا التحرك برأيكم؟
**هو حراك ذا معني وجاء بالتزامن مع ذكرى مذبحة رابعة، وبالتالي فهو مهم في توقيته رغم أنه كان بسيطاً وليس ضخماً ليواجه محاولات تهدف لطوي صفحة المذابح خاصة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة.
أي نشاط مهم لأنه يبقي جذوة القضية المصرية مشتعلة، ويؤكد أن المواجهة ضد الاستبداد لا تزال قائمة لم تمت، وأنه لن يضيع حق وراءه مطالب.
* لماذا لم تتفق المعارضة بالخارج على أجندة واحدة رغم كل هذه السنوات في المنفي؟!
** الحقيقة أنه لا يوجد قوى معارضة بالخارج بالمعني القريب من العبارة حيث أن القوي الموجودة في الخارج هي القوي الإسلامية بجوار شخصيات ليبرالية ويسارية لاتزال كياناتها بالداخل، تتمسك بقرارها داخلياً.
وضف إلى ذلك أنه لا تزال حالة الاستقطاب الموجودة منذ 25 يناير وفترة حكم الرئيس الراحل الدكتور محمد مرسي قائمة ومسيطرة وقائمة على النفوس رغم أن المعاناة واحدة ودفع الثمن واحد.
والأزمة تكمن في شعور بعض المجموعات بأنها لا تمتلك أدوات كبيرة وقوية لإحداث التغيير ما يجعلها محبطة وغير مستعدة لأي أثمان إضافية وهي بالفعل لا تحتمل دفع هذه الأثمان.
*تتجدد الاتهامات والشائعات بين حين وحين أن الخارج استقر على وضعه غير مبال بالداخل، فهل هذا صحيح؟
**اتهام غير صحيح، فالأغلبية من المقيمين في الخارج أوفياء لقضيتهم ومازالوا متمسكين بها رغم الظروف الصعبة التي تحاصرهم في كل مكان.
والحياة تمضي تحت ظلال الأمل في العودة العزيزة للوطن المفدى وسط كفاح صعب من الجميع، والكل يشارك بما يملك في حدود سعته وقدراته لتقديم الدعم والمساندة لكل المظلومين في الداخل، وهناك حراك مستمر في المسار الإعلامي والحقوقي في ضوء تفاعلات المعادلات السياسية الدولية القائمة لمواجهة كافة الانتهاكات بحق المصريين.
صاحب القرار
*بذكركم للمعادلات السياسية الراهنة، هل الحل للأزمة المصرية بات مرتبطاً بالوضع الإقليمي أم لازال شأنا مصرياً؟!
الأزمة المصرية باتت في السنوات الأخيرة أزمة إقليمية دولية يتحكم فيها أطراف دولية وإقليمية تمسك بخيوطها، وبالتالي فحل الأزمة يكمن في معرفة هذه الخيوط والتعامل معها وفق ما يمكن من أجل حلحلة الموقف.
ولكن هناك بعد داخلي أصيل يعود للشعب المصري، فهو لازال صاحب القرار في الدفاع عن نفسه في مواجهة الانتهاكات والغلاء والبلاء.
*لكن هناك رسائل تخرج من حين لآخر تحمل لافتة السجون.. كيف تراها وتقيمها؟!
هي رسائل متنوعة ومتضاربة.. البعض يبحث عن تسوية بأي ثمن حتى لو كان فيها استسلام ومهانة، وهناك رسائل فيها ثبات وصمود وتحدي.
الأمر المجمل أنه لا يكلف الله نفساً إلا وسعها وما يسع الفرد لا يسع المجموع، ونحن نقدر كل من يعاني في السجون، وهم أحرار في اتخاذ ما يرونه مناسباً لأنفسهم ولا وصاية لأحد عليهم في الداخل والخارج.
والتسوية في أي أزمة في العالم لها قواعد وأصول، نحن نلتزم بها ولا نتعجل تسوية دون إقرار للحقوق وتسمية الجرائم جرائم والمجرمين مجرمين من أجل غد أفضل لمصر تحترم فيه إرادة الشعب المصري وحقوقه وحرياته.
إذن ما رؤيتكم للمشهد المصري في المستقبل القريب.. هل أنت متفائل؟
المستقبل بيد الله وحده، ومما نراه ونتابعه ومن السنن الكونية، فالقوي لا تدم قوته والضعيف لا يستمر ضعفه ودوام الظلم من المحال، وبالتالي نؤمن أن لحظة التغيير للأفضل ستأتي لمصر عاجلاً أم آجلاً.
إن نظام الاستبداد لم يستقر له مقام ببلد مهما طال الوقت، ولن يستقر بمصر ولم يكتب له الاستقرار بعد، وإن كانت المعادلة مختلة الآن بين العقلاء النبلاء الذي يحملون الخير لهذا الوطن ويعارضون الاستبداد القائم وبين أصحاب الصولجان والسوط فلا دوام لظلم أو ظالم أو معادلات مختلة، ولو دامت لناصر لدامت للسادات ولوبقيت للسادات لبقت لمبارك.