قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إن التونسيين يتوجهون إلى صناديق الاقتراع غدا الأحد لإجراء انتخابات رئاسية تعتبر اختبارًا حاسمًا للبلاد، وهي الديمقراطية الوحيدة التي خرجت من ثورات الربيع العربي عام 2011، ولكنها هشة بشكل واضح في صراعها مع المصاعب الاقتصادية وتهديد التطرف.
تأتي الانتخابات، وهي الثانية فقط لاختيار الرئيس، بعد أقل من شهرين من وفاة الرئيس الباجي قائد السبسي، والذي تم انتخابه عام 2014، وقبل ثورتها، كان لدى المستعمرة الفرنسية السابقة حاكمان بعد حصولها على الاستقلال عام 1956.
الآن، يتنافس 26 مرشحا لخلافة السبسي، ومن بينهم العلمانيون والإسلاميون المعتدلون والشعبيون وقائد الإعلام المسجون.
وأضافت الصحيفة، أن الاستعداد للتصويت الأحد هو أحدث علامة على المكانة الفريدة للديمقراطية في شمال إفريقيا، وفيما تعصف النزاعات الأهلية بالمجتمعات منذ الربيع العربي، عقدت تونس مناقشات رئاسية متلفزة – وهي الأولى في العالم العربي.
ونقلت الصحيفة عن دانييل توينينج، رئيس المعهد الجمهوري الدولي، الموجود في تونس مع فريق من المراقبين لمراقبة التصويت قوله:” في منطقة تفتقر للديمقراطية، تونس سيكون لها تأثير كبير.. يمكن أن يكون مثال تونس مصدر إلهام إذا ظلت مؤسساتها الديمقراطية مرنة وتضع الأساس لبلد أكثر استقرارًا وازدهارًا”.
في الواقع، تشهد الجزائر والسودان المجاورتان لحظات تشبه تونس، احتجاجات الشوارع في الجزائر، التي تتكشف الآن لأكثر من 30 أسبوعًا، ولم تُجبر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة منذ فترة طويلة على الخروج فحسب، بل استمرت في المطالبة بإصلاحات ديمقراطية.
في السودان، أطاحت المظاهرات بالديكتاتور عمر حسن البشير، ووقع اتفاق تقاسم السلطة الذي تم توقيعه الشهر الماضي، جعل البلاد تقترب خطوة إلى الديمقراطية الكاملة.
وأوضحت الصحيفة، إنه تم اختبار ديمقراطية تونس من قبل، ففي 2013 ، أثار اغتيال العديد من القادة العلمانيين، احتجاجات وهجمات متشددة على الشرطة، ونمت التوترات، مما أدى إلى تقسيم الرأي العام، وتضافرت جهود جماعات المجتمع المدني لتوحيد الفصائل المتصارعة، وهي أعمال حصلت عليها على جائزة نوبل للسلام لعام 2015.
لكن حتى في الوقت الذي يظهر فيه طريق تونس اليوم علامات الديمقراطية الناضجة، تواجه البلاد تحديات متعددة لاستقرارها، البطالة في تزايد، وانخفضت مستويات المعيشة، واندلعت احتجاجات منتظمة بسبب الظروف الاقتصادية السيئة.
كتب أنتوني دوركين ، المحلل التونسي لدى المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ، في مقال الخميس أن القضية الحاسمة في انتخابات هذا العام هي ما إذا كانت الدولة التونسية قادرة على تلبية الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية لشعبها، أدت ثورة 2011 إلى نظام سياسي تنافسي حقيقي، لكنها لم تقدم أي مكاسب ديمقراطية للمواطنين التونسيين”.
كان الافتقار إلى الوظائف والفرص الأخرى سببًا رئيسيًا وراء مغادرة الآلاف من الشباب التونسي للقتال في الحروب في سوريا والعراق، حيث كان عدد المجندين أكثر من أي بلد آخر بحسب مصر العربية.