يعد «التيار اليميني» مصطلحاً سياسياً يرجع إلى زمن الثورة الفرنسية عام 1789م، وهو تيار موال للملكية، وتطورت أهدافه وسياساته مع تطور السياسة العالمية، إلا أنهم ما زالوا متمسكين بتقاليد المجتمع، ووجود طبقية اقتصادية واجتماعية بحسب الأصول والأعراق، والتمسك بالدين المسيحي حتى لو كانوا علمانيين.
وكلمة «اليمين» كان سببها جلوس أعضاء البرلمان المؤيدين للملكية والأرستقراطية في الجانب الأيمن، وانتشر المسمى لكل من يحمل هذا الفكر.
وظهر «اليمين المتطرف» الذين يستخدمون العنف لفرض التقاليد والقيم.
ومن أبرز عوامل انتشار اليمين واليمين المتطرف في السنوات الأخيرة:
1- بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، ظهرت قوميات من آسيا الوسطى في أوروبا الشرقية تم تهجيرها قسراً في الماضي، فحصلت ردة عرقية أوروبية.
2- تسبب إلغاء حدود دول الاتحاد الأوروبي في هجرة الآلاف من أوروبا الشرقية (الفقيرة) نحو أوروبا الغربية (الغنية)، فانشغل الأوروبيون الغربيون بأصولهم القومية.
3- تزايد الهجرات الإنسانية إلى أوروبا الغربية بإشراف الأمم المتحدة، فضلاً عن التهريب، بسبب الحروب والمجاعات، أدى لانتشار البطالة والركود الاقتصادي في أوروبا، فرأوهم مزاحمين لهم على الوظائف.
4- التصعيد الإعلامي ضد المهاجرين بشكل عام، والمسلمين بشكل خاص.
كل هذه الأمور تسببت في ردود أفعال عدائية تجاه المهاجرين، وأصبحت برنامجاً انتخابياً للأحزاب اليمينية الأوروبية للتضييق عليهم، لدرجة تأسيس منظمة «مدن ضد الأسلمة» في بلجيكا، شاركت فيها عدة أحزاب أوروبية دعت فيها لإيقاف بناء المساجد، ووقف وصول مهاجرين مسلمين.
وهذا ما دعا كبار السن البريطانيين للتصويت للخروج من الاتحاد الأوروبي، وكذا تأييد كبار السن لموقف الرئاسة الأمريكية تجاه المهاجرين، والحملة الإعلامية في فرنسا، واستخدام المتطرفين في أستراليا والنرويج وغيرهما بقتل الأبرياء.
وبنفس التفكير.. يتفاعل بعض المواطنين الخليجيين تجاه الوافدين و«البدون»، ليس كرهاً بهم أو حسداً أو حقداً، ولكنهم يرون أنهم هم أهل البلد وهم المؤسسون، وهم من بنوا البلاد أيام الفقر والغوص وبناء الأسوار وحماية الدار، فهم أولى بخيرها.
ففي الوقت الذي لا يجد كثير من المواطنين وظيفة مناسبة، وراتباً معقولاً، يتمتع بعض الوافدين بوظائف راقية ورواتب عالية، وللخروج من لوائح الدرجات الوظيفية، فقد توسع بعض الوزراء بشكل غير مسبوق بتعيين وافدين بوظائف مختلفة باسم «مستشار» بعقد خاص، وراتب ومزايا خاصة لا يحلم بها المواطن.
واختلط حال «البدون» الأصليين بـ«البدون» الجدد، فلا هم حصلوا على الجنسية، ولا «البدون» الآخرون تركوهم.
وللأسف.. يدعم ذلك كله بعض أعضاء مجلس الأمة، صاحب أسوأ قرارات بتاريخ الكويت بهذا الاتجاه.
لذا.. تجد انفعالاً من أهل البلد القدامى ضد هذه التجاوزات، وتقديم الآخرين عليهم، وهم أبناء البلد الأصليون.
وهؤلاء هم اليمينيون في الخليج، ولكن بشكل تلقائي ومبسط ودون تخطيط أو حملات إعلامية.
وأسأل الله أن يؤلف القلوب، ويحفظنا جميعاً من كل شر.
___________________________
يُنشر بالتزامن مع صحيفة “الأنباء” الكويتية.