يؤدي الانتشار الواسع لاستخدام التكنولوجيا بين الشباب والأطفال لزيادة خطر وقوعهم ضحايا لجرائم الإنترنت بما فيها “الاستدراج عبر الشبكة العنكبوتية”، في ظل ضعف مراقبة الأهل لنشاط الأبناء في هذا الفضاء.
تلك خلاصة ما تطرق له دنيز أوناي، خبير مواقع التواصل الاجتماعي، لوكالة “الأناضول”، قال فيه: “المستدرجون على الإنترنت يختارون فريستهم، ويبدؤون بتحضيرها من أجل استغلالها (جنسياً) لاحقاً”.
وأوضح خبير مواقع التواصل الاجتماعي أن مصطلح “الاستدراج عبر الإنترنت” يعني استخدام التكنولوجيا الإلكترونية بهدف التنمر على الأطفال.
وأضاف أن “مستدرجي الأطفال يتصيدون فرائسهم بشكل خفي وخبيث، هم يستغلون أي فرصة.. يتواصلون تحت أسماء مستعارة ويجوبون الشبكة العنكبوتية باستخدام قناع”.
وتابع “أوناي” قائلاً: “لا نستطيع تجاهل أنهم يريدون إشباع شهواتهم في الحياة الحقيقية عبر الإنترنت لأنهم يعتقدون أنه لن يتم كشفهم”.
وفيما يتعلق بالفئة المستهدفة، قال أوناي: إن “المستدرجين يختارون فريستهم، ومن ثم يبدؤون بتحضيرها من أجل الاستغلال (الجنسي)، هم يستهدفون عادة الأطفال الضعفاء الذين يعانون من تدني احترامهم لذاتهم، والذين لا يخضعون لمراقبة كافية من الآباء والأمهات”.
وبحسب أوناي، فإن مستدرجي الأطفال يستخدمون طرقاً مختلفة “كطرح أسئلة بريئة حول أهل الطفل، مثل ساعات عملهم من أجل تحديد الفترة الأنسب للتواصل مع الطفل”.
ويلفت أوناي إلى أن “المستدرِج يسعى لفهم احتياجات الضحية وكيفية إشباعها، وعادة ما تتطور رابطة عاطفية بينهما مع بناء شعور بالثقة من خلال إعطاء الضحية نصائح تتعلق بكيفية شراء بعض خصائص ألعاب الإنترنت ما يجعل الطفل يتقدم في هذه الألعاب”.
ويستدرك أن “الاحتياجات هي ليست بالضرورة أشياء مادية”.
وفيما يتعلق بالأساليب، التي ينتهجها المستدرجون، يقول أوناي: “إن منح الأطفال الاهتمام الشديد وشراء هدايا لهم هي أيضاً أحد الأساليب المتبعة”.
ويشير خبير التواصل الاجتماعي إلى أن “الخطوة التالية بالنسبة للمستدرج تكون فصل الطفل عن حياته اليومية بهدف أن يشغل هو تركيز الطفل بشكل أساسي”.
ولفت أوناي إلى أن “الأطفال يميلون إلى ربط أنفسهم بشخصيات -أبطال- الألعاب التي يلعبونها على الإنترنت، الأمر الذي يستغله مستدرجو الأطفال”.
وأشار إلى أن “المستدرجين يعمدون إلى تقديم النصح للأطفال، مما يجعلهم يشعرون بأنهم مميزون وأقوياء مقارنة بأصدقائهم”.
وأضاف الخبير أنه “بعد أن يتأكد المستدرج من أن محادثاته مع الطفل تبقى طي الكتمان، يبدأ بانتهاج أسلوب أقل احتشاماً وأكثر جرأة جنسية”.
وتابع: “هذا قد يشمل مشاركة صور ومقاطع مصورة جنسية يستخدمها المستدرجون لحماية أنفسهم، وابتزاز الطفل عبر تهديده بالكشف عن هذه الصور والفيديوهات”.
كما حذر أوناي من أن “مراقبة الأبوين للطفل واستخدام فلاتر للإنترنت قد لا تكون كافية لحمايته من المستدرجين”.
وأوضح أن “تواصل الأطفال في غرف الدردشة ضمن ألعاب الأون لاين والعلاقات التي تنشأ هناك تجعل الأمر صعبًاً”.
وتطرق أوناي لدراسة عالمية كشفت أن 49.7% من الأطفال يستخدمون الإنترنت لساعة على الأقل يومياً، بينما 63.5% منهم يملكون أجهزة ذكية خاصة بهم، وأن 75% يشاهدون المقاطع المصورة عبر الإنترنت ويستمعون للموسيقى، و70% منهم يلعبون الألعاب.
وأشار الخبير إلى أن الدراسة أظهرت أيضاً أنه “بالكاد نصف عوائل الأطفال تراقب استخدامهم لشبكات التواصل الاجتماعي”.
واختتم أوناي حديثه بالقول إنه “من الواضح كيف يتم ترك الأطفال الضعفاء وحدهم في هذه البيئة الخطيرة”.