– اقتحامات المقدسات الإسلامية تشكل استفزازاً وتحدياً صارخاً لمشاعر الفلسطينيين والمسلمين حول العالم
– الاحتلال يستثمر حالة الانقسام الفلسطيني ويحاول من خلال ذلك السيطرة على القدس
– الوضع السياسي العربي الحالي ومحاولات التطبيع والدعم الأمريكي شجع “إسرائيل” على الاستمرار في تدنيس المقدسات
تتواصل الانتهاكات والاعتداءات الصهيونية على المقدسات الإسلامية في مدينة القدس والخليل وفي كل مدن الضفة، وزادت تلك الانتهاكات خلال الفترة الماضية عبر اقتحام قبر يوسف والمسجد الأقصى وتدنيس الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل، في محاولة منها للسيطرة على الأماكن الدينية وطمس معالم الأماكن التاريخية والتراثية عبر تغيير وتزييف الحقائق.
وقال عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية عصام أبو دقة في تصريح لـ”المجتمع”: إن قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين ما زالت تواصل الاعتداءات والاقتحامات اليومية ضد المقدسات الإسلامية الفلسطينية، سواء في مدينة القدس أو قبر يوسف والحرم الإبراهيمي، وهو ما يندرج في إطار التهويد الكامل للمقدسات الإسلامية الفلسطينية من قبل الاحتلال.
وأضاف أبو دقة أن اقتحامات المقدسات الإسلامية الفلسطينية تشكل استفزازاً وتحدياً صارخاً لمشاعر الفلسطينيين والمسلمين حول العالم، إضافة إلى المسيحيين، مطالباً بضرورة وقفها، محذراً من انفجار الأوضاع بالمنطقة.
وقال: إن هذه الاعتداءات تتطلب وقفة جادة من الكل الفلسطيني لإدانة هذه الاعتداءات والتصدي لها من خلال التواجد في الحرم الإبراهيمي والمسجد الأقصى وقبر يوسف.
وطالب الدول العربية والإسلامية بضرورة تحمل مسؤولياتها تجاه المقدسات الإسلامية الفلسطينية، والتحرك على المستوى الدولي لردع قطعان المستوطنين وسلطة الاحتلال التي تحاول السيطرة على مقدسات الشعب الفلسطيني ونهب أرضه وثرواته.
كما طالب السلطة الفلسطينية بتدويل كل القضية الفلسطينية في كافة المحافل الدولية، ودعم صمود الشعب الفلسطيني خاصة في مدينة القدس وتوحيد المرجعيات الفلسطينية، وتقديم كل الدعم المالي والمعنوي لأبناء المدينة المقدسة لمواجهة كل المخاطر المحدقة التي تهدد مدينة القدس.
أثر الانقسام الفلسطيني
وأكد أبو دقة أن الاحتلال يستثمر حالة الانقسام الفلسطيني والفرقة بين الأشقاء، ويحاول من خلال ذلك يحاول السيطرة على مدينة القدس، مطالباً بضرورة إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية وترتيب الوضع الداخلي الفلسطيني بما يمكن الفلسطينيين من مواجهة كافة المخاطر، وحشد كل الطاقات وتعزيز صمود أبناء الشعب الفلسطيني ووضع برنامج سياسي وإستراتيجيات جديدة يتوحد عليه كافة أبناء وأطياف الشعب الفلسطيني لمواجهة كافة المخططات الأمريكية والصهيونية الرامية لتصفية القضية الفلسطينية.
وحذر أبو دقة من استمرار الوضع الفلسطيني على ما هو عليه؛ لأنه يفتح المجال أمام مزيد من العربدة لقطعان المستوطنين وللحكومة الصهيونية وتنفيذ المشروع الصهيوني وسيطرتها على الأرض الفلسطينية دون مواجهة جادة وحقيقة من قبل الفلسطينيين.
وأضاف أن الوضع السياسي العربي الحالي ومحاولات التطبيع مع الاحتلال إضافة إلى الدعم الأمريكي اللامحدود للحكومة الصهيونية بإخلاء سكان مدينة القدس باعتبارها عاصمة للاحتلال شجع “إسرائيل” على الاستمرار في تدنيس المقدسات الإسلامية وتغير معالمها.
غاية الاقتحامات اليومية
وقال أبو دقة: إن الاحتلال يهدف من خلال اقتحاماته اليومية للمسجد الأقصى وطرد المصلين وإبعاد واعتقال المرابطين للسيطرة عليه زمانياً ومكانياً والسيطرة عليه، مؤكداً أن تلك المحاولات ستفشل أمام صمود وأبناء المدينة المقدسة.
وشدد على أن كل المخططات الصهيونية ستفشل كما فشل سابقاً في تركيب البوابات الإلكترونية وغيرها بفعل صمود المقدسين في وجه الاحتلال، مشيراً إلى أن الاحتلال مستمر في حفر أنفاق، ويحاول تزييف الحقائق وتهويد المدينة المقدسة من خلال تغير بعض المعالم الإسلامية.
وطالب الدول العربية بالإيفاء بالتزاماتها بدعم صندوق القدس الذي أقرته جامعة الدول العربية، موضحاً أن هناك حالة من التلكؤ والتباطؤ من بعض الدول العربية، مشيراً إلى أن هذا الصمت يزيد من جرائم الاحتلال، ويشجع المستوطنين والحكومة الصهيونية على الاستمرار في ارتكاب جرائمها والسيطرة على المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً.
وقال: هناك حالة استنفار واشتباك تواصل دائم بين سكان مدينة القدس وباقي أبناء الشعب الفلسطيني؛ لأنهم يعلمون ماذا تعني لهم مدينة القدس، لأنها جوهر القضية الفلسطينية، ولها معانٍ سياسية ودينية وتاريخية في نفوس الفلسطينيين.
وأضاف أن “إسرائيل” تتخذ خطوات فعلية وميدانية متسارعة على الأرض من خلال التهويد، وهدم المنازل، وطرد الفلسطينيين من بيوتهم، وتغيير الواقع الديمجرافي للمدينة المقدسة، وإحكام السيطرة عليها، والتضييق والخناق على كل المؤسسات الفلسطينية في مدينة القدس، باعتبار القدس عاصمة لها، مطالباً بضرورة التصدي لكل المحاولات التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية والمقدسات الإسلامية والتاريخية للشعب الفلسطيني.