** راكان خضر من عشيرة البوخابور العربية: عانينا طويلا من انتهاكات “ي ب ك/ بي كا كا” الإرهابي
– جميع القبائل في المنطقة سوف تقاتل إلى جانب الجيش الوطني السوري
– أبناء قبيلة البقارة يواصلون مقاومة عناصر التنظيم الإرهابي رغم حملة القمع ضدهم.
** متحدث المجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية، مضر الأسعد للأناضول:
– إرهاب تنظيم “ي ب ك/ بي كا كا” لا يقل وحشية عن إرهاب “داعش” وميليشيات إيراني
– التنظيم تسبب في تهجير حوالي مليوني مدني من مناطق شرق الفرات
قال لاجئون من سكان تل أبيض السورية، إن تحرير بلدتهم من سيطرة مسلحي تنظيم “ي ب ك/ بي كا كا” الإرهابي، خلال عملية “نبع السلام”، أوقد في النفوس جذوة الأمل في العودة إلى الديار.
وأوضح راكان خضر، من عشيرة البوخابور العربية في تل أبيض، لمراسل الأناضول، أن المدنيين العرب في تل أبيض، عانوا كثيرًا من الانتهاكات التي ارتكبها مسلحو تنظيم “ي ب ك/ بي كا كا” الإرهابي بحقهم.
وأضاف خضر أن مسلحي التنظيم عمدوا إلى تهجير المدنيين من أصل عربي في منطقة شرق الفرات، لإفراغها من سكانها العرب، مؤكدًا أن المواطنين من أصل عربي تعرضوا لممارسات مسلحي التنظيم التعسفية.
وأشار خضر إلى أن إرهابيي “ي ب ك/ بي كا كا” احتلوا بلدته قبل نحو أربع سنوات ونصف السنة، وأن تحرير البلدة في اليوم الخامس من أيام عملية نبع السلام، وتشكيل منطقة آمنة شمالي سوريا، بات يشكل مبعث أمل للعودة إلى الديار.
وأضاف خضر: إذا تابع الجيش الوطني السوري تقدمه فسيرى أن هذه العملية مليئة بالمفاجآت. ذلك أن جميع القبائل في المنطقة سوف تقاتل إلى جانبه ضد مسلحي تنظيم “ي ب ك/ بي كا كا” الإرهابي.
وتابع: لقد أدت انتفاضة قبيلة البقارة إلى تكبيد مسلحي “ي ب ك/ بي كا كا” خسائر فادحة، ما دفع الإرهابيين إلى محاصرة قرى البقارة من أجل إخماد انتفاضتهم، إلا أن أبناء البقارة يواصلون مقاومة الإرهابيين.
وشدد خضر على أن أبناء العشائر العربية في المنطقة لن تدخر جهدًا في دعم قوات الجيش الوطني السوري، مشيرًا أن تأسيس منطقة آمنة في شمالي سوريا، ليس مسألة مهمة تتعلق بالأمن القومي التركي وحسب، بل هو مطلب شعبي لسكان المنطقة.
ونوه خضر بأن تأسيس منطقة آمنة شمالي سوريا، يعد ضمانة للسكان العرب، ويحول دون زرع كيانات مغتصبة مشابهة لإسرائيل في هذه المنطقة المهمة من سوريا.
بدوره، قال المتحدث الرسمي باسم المجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية، مضر الأسعد، إن عملية نبع السلام تمثل السلام الحقيقي وتعبر عن رغبة الشعب السوري، وأمله في العودة إلى الديار.
وأضاف الأسعد، لمراسل الأناضول، أن تنظيم “ي ب ك/ بي كا كا” الإرهابي، أمعن في انتهاك حقوق المدنيين في منطقة شرق الفرات.
وتابع بالقول: على العالم أجمع معرفة أن التنظيم الإرهابي ارتكب مجازر عرقية ضد العرب والآشوريين والأكراد والسريانيين والتركمان والمسيحيين.
كما سعى لتغيير ديموغرافية المنطقة وإفراغها من سكانها الأصليين، وفق المتحدث نفسه.
وقال: لقد عمد إرهابيو التنظيم إلى قتل البشر وإحراق الشجر وتدمير الحجر، كل هذا كان يقع بمباركة من نظام بشار الأسد وعلى مرآى ومسمع منه.
وحول العلاقات بين التنظيم الإرهابي ونظام بشار الأسد، قال الأسعد: عمد نظام الأسد إلى تسليم مدن القامشلي وعامودا والدرباسية للتنظيم العام 2011. ومن ثم تعمد النظام تسليم آبار النفط أيضًا للتنظيم لضمان شراءه السلاح من أجل وأد الثورة السورية.
وقال: إن إرهاب تنظيم “ي ب ك/ بي كا كا” لا يقل وحشية عن إرهاب “داعش” أو الميليشيات الإيرانية أو حزب الله أو نظام الأسد.
ونوه بأنه بسبب الممارسات التعسفية للتنظيم، جرى تهجير حوالي مليوني مدني من مناطق شرق الفرات، كما أجبر نحو 250 ألفًا من المدنيين الأكراد على السكن في مخيمات بشمالي سوري، أو اللجوء إلى تركيا والعراق.
وشدد الأسعد على أن سكان مناطق شرق الفرات، من العرب والأكراد والتركمان والسريان وغيرهم، سوف يعودون إلى بيوتهم التي اشتاقوا للذكريات التي نقشت على جدرانها، وديارهم التي ألفوا صيفها وشتاءها، ومزارعهم التي أحيوا ترابها بشق الأنفس، بمجرد تطهير هذه المناطق من مسلحي التنظيم الإرهابي.
وشدد الأسعد على أن عملية “نبع السلام” العسكرية، جاءت لتحرير الأرض والإنسان من براثن الإرهاب، فهي بذلك لا تستهدف الشعب الكردي، بل تستهدف التنظيمات الإرهابية.
وأشار إلى أن المجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية، أجرى الاتصالات اللازمة مع العشائر العربية في المنطقة، وأعربت تلك العشائر عن استعدادها للتعاون مع القوات المشاركة في عملية “نبع السلام”.
وحول مواقف الدول العربية من عملية “نبع السلام”، قال الأسعد: كنا نتوقع من الدول العربية توفير الغذاء والدواء للمدنيين الذين يعيشون تحت أشجار الزيتون في إدلب وحلب والمناطق الحدودية، بدلاً من توفير الأسلحة والدعم اللوجستي للتنظيم الإرهابي.
وأضاف: رغم كل هذه المواقف، إلا أن عملية نبع السلام قد بدأت في نشر السلام والأمان والاستقرار. هذه العملية لا تستهدف بشكل من الأشكال الشعب الكردي. إنها تستهدف التنظيمات الإرهابية فقط.
وتابع القول: كما أن “داعش” تنظيم إرهابي لا يمثل الإسلام، فإن “ي ب ك/ بي كا كا” هو تنظيم إرهابي لا يمثل الأكراد، لا سيما وأن المكون الكردي يتبوأ مكانة مهمة في صفوف الجيش الوطني السوري، والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، فضلًا عن المجلس الوطني الكردي السوري ورابطة المستقلين الكرد السوريين.
وفي 9 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أطلق الجيش التركي، بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية “نبع السلام” في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من إرهابيي “ي ب ك/ بي كا كا” و”داعش”، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
وتهدف العملية العسكرية إلى القضاء على “الممر الإرهابي”، الذي تُبذل جهود لإنشائه على الحدود الجنوبية لتركيا، وإلى إحلال السلام والاستقرارفي المنطقة.