رجح موقع بيزنس إنسايدر الأمريكي أن تكون الصورة التي نشرها البيت الأبيض اليوم الأحد والتي تظهر الرئيس دونالد ترامب مع مساعديه في غرفة عمليات لمتابعة أحداث القضاء على زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي مصطنعة ولم تُلتقط وقت الهجوم.
وعقد التقرير مقارنة بين تلك الصورة ونظيرتها التي تخص الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما مع مسؤولين آخرين أثناء تواجدهم لحظة بلحظة في غرفة العمليات أثناء الهجوم الذي استهدف زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
وكان مصور البيت الأبيض في عهد أوباما بيت سوزا هو أول من شكك عبر حسابه الرسمي على تويتر في صورة غرفة عمليات ترامب لافتا إلى وجود فارق توقيت كبير بينها وبين موعد الهجوم المعلن.
ولاحظ العديد من متابعيه أن الأسلاك وسط الطاولة لا تتصل بأي مقابس مما يشكك في كون هذه غرفة عمليات فعلية.
وكتب سوزا أن البيانات الوصفية لصورة ترامب تشير إلى التقاطها الساعة 5.05 مساء السبت بتوقيت واشنطن فيما بدأ الهجوم على مقر البغدادي الساعة 3:30 مساء السبت.
ويشير ذلك، بحسب الموقع، أن صورة ترامب جرى اصطناعها في أعقاب الانتهاء من الهجوم ولم تتم التقاطها أثناء الغارة نفسها.
واستطرد التقرير: “صورة غرفة عمليات غارة البغدادي تختلف بشدة عن صورة أوباما مما يخبرك بكل شيء عن أسلوبهما”.
وتابع بيزنس إنسايدر: “نشر البيت الأبيض صورة لترامب قال إنها في غرفة عمليات متابعة الهجوم على مقر البغدادي، لكنها تختلف بشكل مذهل عن صورة أوباما”.
وفسر ذلك قائلا: “تبدو صورة ترامب وكأنها مفبركة، حيث يجلس الرئيس في المنتصف ويركز عينيه مباشرة إلى الكاميرا، كما أنها التقطت بعد ساعة ونصف من بدء الهجوم”.
وواصل: “تجسد الصورة رئيسا مهووسا بصورته بدلا من الانهماك في مهام وظيفته”.
وخلال خطاب إعلانه عن مقتل البغدادي، قال ترامب إن زعيم داعش مات
مثل الكلب”، حيث فجر سترة ناسفة أسفرت عن مقتله مع ثلاثة من أبنائه.
ويبدو في الصورة نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس وهو يحدق مباشرة إلى الكاميرا التي تحوم على الجالسين في المنضدة مثل الجنرال ماركوس إيفانز، نائب مدير العمليات الخاصة في القيادة المشتركة.
واستدرك: “ثمة اختلافات صارخة مع صورة غرفة عمليات مقتل بن لادن التي التقطت في الأول من مايو عام 2011 التي ظهر فيها أوباما ونائبه جون بايدن ووزيرة الخارجية آنذاك هيلاري كلينتون وأعضاء من فريق الأمن القومي حيث كانوا يتابعون أولا بأول “عملية رمح نبتون” التي قضت على زعيم تنظيم القاعدة آنذاك “.
ثمة فارق آخر هو أن أوباما لم يكن في مركز صورة العمليات أو يجلس على الكرسي الرئيسي بالطاولة، وظهروا معظمهم بدون ارتداء بزات رسمية ولم يكن أحدهم ينظر للكاميرا بل منهكمين تماما في متابعة أحداث الهجوم.
ورأى بيزنس إنسايدر أن مثل هذه الفبركة ليست غريبة عن البيت الأبيض في عهد ترامب.
في أبريل 2017، شنت الولايات المتحدة هجوما ضد أهدافا تابعة للديكتاتور السوري بشار الأسد ردا على هجوم كيماوي.
ونشر البيت الأبيض آنذاك صورة تشبه غرفة العمليات، واصفا إياها بالمكان السري رغم أنها التقطت في نادي Mar-a-Lago المملوك لترامب بحسب الموقع الأمريكي.