لم يكن استخدام الرسم بالطباشير حدثاً عابراً في مسيرة الفنان الفلسطيني بسام الحجار البالغ من العمر 65 عاماً، وهو “فنان تشكيلي”، بل كان بداية الطريق لممارسة فن الرسم والنحت الذي أحب الخوض فيه منذ طفولته، واتخذ مهنة النحت على الفخار وسيلة للتعبير عن التاريخ يوثق به الحقب الزمنية التي مرت بها فلسطين من خلال فنه.
ويعد الفنان بسام الحجار من أوائل الفنانين الذين قاموا بالنحت على الفخار في قطاع غزة، فاتخاذه لهذا المجال فتح له باب التميز والإبداع.
وقال الحجار في تصريحات لـ”المجتمع”: إنه يتخيل الحروب التي وقعت على أرض فلسطين، وكيف جرت ويقوم برسمها وتوثيقها على أساس أنها لوحات جدارية، وهذه هي رسالة الفنان.
وأضاف الحجار: كونك تقوم برسم لوحة عن معاناة الشعب الفلسطيني، فإنك تساهم بالفن كرسالة لها أبعاد كثيرة، ثقافية واجتماعية وسياسية، وتذكير للأجيال القادمة بالوضع المأساوي الذي كانت تعيشه فلسطين في ظل الاحتلال.
وحول بداية مسيرته الفنية، قال الحجار: إن بداية مسيرته الفنية كانت بالرسم والنحت بالطباشير التي كان يجمعها وهو في سن الرابعة، وكان يرسم الحيوانات والشخصيات.
وفي سن الرابعة عشرة انتقل للبحث عن سبل جديدة في الرسم بأدوات مغايرة، فاستخدم “الرصاص وألوان المياه”، حتى وصل إلى فن “النحت على الفخار”.
وأضاف الحجار لـ”المجتمع” أن حياته في عدة حقب زمنية كان له الأثر الكبير في انعكاس ما كان يعايشه على رسوماته ولوحاته، مشيراً إلى أنه كان يلجأ في بعض الأحيان إلى الخيال في فنه.
وأشار إلى أنه يكرس أغلب وقته لفنه الذي يعشقه ويعمل فيه منذ 25 عاماً، مبيناً أن إنجاز المنحوتة الواحدة تستغرق وقتاً مختلفاً حسب حجم وطبيعة المنحوتة، وإجمالاً الأمر يستلزم منه ساعات طويلة من العمل الدقيق.
وقال: يستخدم الأدوات البسيطة في النحت لتتجسد اللوحات الناطقة بالإبداع، ولا يعتمد على الرسوم المنقولة أو الصور، مبيناً أن ذلك يزيد العبء والتركيز، ولكنه في النهاية يكون أمام لوحة أو منحوت استثنائي فريد وليس مقلداً.
وأضاف الحجار أنه شارك في عدة معارض بغزة والضفة الغربية، مؤكداً أن لوحاته وصلت إلى عدة دول عربية، معتبراً ذلك فخراً له، لافتاً إلى أنه شارك في عدة دورات بحماية التراث في قطاع غزة والضفة الغربية.
وحول العقبات التي واجهته، قال الحجار: إنه لم يجد من يقوم باحتضان هذا الفن ومساندته بعمل متحف خاص به يقوم بوضع رسوماته به.
وأعرب عن أمله وأمنياته بأن ينشر ثقافته وفنه في المجتمع الفلسطيني بشكل أوسع، وأن يشارك في معارض دولية وعربية.