تحرُّر الأسيرين الأردنيين هبة اللبدي، وعبدالرحمن مرعي بعد خوضهم الإضراب عن الطعام احتجاجاً على اعتقالهم الإداري في سجون الاحتلال، وضغط الحكومة الأردنية واستدعاء السفير للتشاور؛ نجاح يجب البناء عليه في المستقبل، هذا ما قاله محررون وأسرى فلسطينيون ووصفوا ذلك بـ”بصمة نجاح لها قيمتها النضالية ورافعة لقضية الأسرى في المستقبل”.
صورة مشرقة
قال المحرر رأفت ناصيف: نحن أمام صورة مشرقة من نضالات الأسرى، فالاعتقال الإداري يخطف الأعمار بدون تهمة، وقد عشت في الاعتقال الإداري أكثر من عشر سنوات، بزعم وجود ملف سري، حتى إن قضاة محاكم الاستئناف والتثبيت لم يقتنعوا بهذا الملف الوهمي، فكيف لأسير تحرر من الأسر يعود إلى الاعتقال بعد أسابيع من تحرره، مضيفاً أنها ألعوبة المخابرات التي تستهدف الكل الفلسطيني.
وأشار إلى أن نجاح هبة، وعبدالرحمن وهما يقطنان الأردن له تأثير مستقبلي في إنهاء ملف الاعتقال الإداري المخالف لكل المواثيق والاتفاقيات الدولية.
نتائج إيجابية
أما المحرر الإعلامي د. أمين أبو وردة فقال: أي نجاح لأسير في معركته ضد اعتقاله تسجل في سجل الحركة الأسيرة، وقضية هبة، وعبدالرحمن لها أبعاد أخرى كون الحكومة الأردنية تدخلت بشكل مباشر واستجابة لحركة الشارع الأردني، وهذا الأمر سيكون له نتائج إيجابية في كيفية توحيد الجهود لنصرة الأسرى في سجون الاحتلال، موضحاً أن الاحتلال وإدارة السجون تخشى من أي نجاحات للأسرى، خوفاً من البناء عليها في المستقبل، والبعد الوطني لهذه القضية سيكون في نصرة الأسرى وخصوصاً المضربين عن الطعام، فالإضرابات الفردية للأسرى دقت جدران الخزان بقوة، وأشغلت إدارة السجون وأحدثت حالة من الإرباك، فضباط إدارة السجون يشعرون بتخبط في قضية التعامل مع كل أسير مضرب، فنجاح أي أسير في انتزاع حريته يعتبر فشلاً للمخابرات في ردع الأسير، وفشل كافة الإجراءات الأمنية.
وختم أبو وردة قائلاً: ما جرى هو كسر لإرادة دولة الاحتلال وفضح لإجراءاتها التعسفية ضد الأسرى أمام العالم، الذي شاهد كيف تقوم دولة الاحتلال بإجراءات ظالمة بحق مواطنين بدون تهمة.
نشوة وسعادة
ومن سجن الصحراوي، قال الأسير في الاعتقال الإداري محسن: بعد نجاح الأسيرة هبة اللبدي، والأسير عبدالرحمن في معركتهما ضد اعتقالهما، نعيش كأسرى في الاعتقال الإداري لحظة نشوة وسعادة، وظهر هذا في تكبيراتنا عقب كل صلاة، وفي الحديث بين الأسرى أنفسهم وفي الدروس الداخلية، كما أن الخيبة تلف ضباط الاحتلال في السجن، فعلامات القهر بادية عليهم، فهبة، وعبدالرحمن كسرا شوكة المخابرات وقرارات المحاكم العسكرية، وخرجا في احتفال مهيب معلنين انتصارهما على السجان وإدارة السجون التي تتحكم في رقاب الأسرى بإجراءات أمنية عنصرية انتقامية.
وعبر الأسير زكي عن سعادته بالإفراج عن الأسيرة هبة، والأسير عبدالرحمن، وقال: اليوم بالنسبة لنا كأسرى في الاعتقال الإداري عيد وطني، لأن الاحتلال في قضية الاعتقال الإداري يمارس سطوة وقبضة أمنية بشكل مزاجي، ووجهت له صفعة قوية بعد أن أجبر على قضية الإفراج عنهما، ونقلهما إلى الأردن ليحتفل بهما من قبل عائلاتهما والمساندين لقضيتهما.
واعتقل الاحتلال اللبدي في أغسطس، ومرعي في سبتمبر الماضي، أثناء توجهما لحضور حفل زفاف أحد أقاربهما في الضفة الغربية، عبر معبر الكرامة، بدواع أمنية، وحولتهما للاعتقال الإداري.