قالت وزارة الداخلية العراقية اليوم، إن الوضع الأمني في العاصمة بغداد وبقية المحافظات هادئ ولم يتم رصد أية خروقات تذكر حتى الآن. وكشفت الوزارة على لسان متحدث باسمها، ملابسات حادث الاعتداء على مبنى كاتب العدل، ومحاولة حرق بعض المخازن الأهلية في منطقة ساحة الخلاني بالعاصمة بغداد، الإثنين الماضي.. مشيرة الى أن من افتعل الحادث مجموعة “غير منضبطة ومخربة” اعتدت على الشرطة مما أدى إلى إصابة أكثر من 55 ضابطاً وفرد أمن. وأكدت أن الشرطة لم ترد على المجموعة بشكل مباشر تجنباً لأي إصابات في صفوف المتظاهرين القريبين.
من جهة أخرى أصدر معتصمو ساحة التحرير وسط بغداد بياناً دعوا من خلاله الى تظاهرة مليونية، غدا الجمعة تحت اسم “جمعة الصمود”. وجدد المعتصمون في بيانهم المطالبة بإقالة الحكومة، محملين إياها مسؤولية سقوط عشرات القتلى ومئات المصابين. كما طالبوا بالكشف عن هوية “القناصة” الذين استهدفوا المتظاهرين واتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية المعتصمين والمواطنين السلميين العزل، مؤكدين أنه لا عودة للحياة الطبيعية إلا بتلبية مطالبهم في العيش الكريم.
وأكد السيد عادل عبدالمهدي رئيس الوزراء العراقي أن بلاده خرجت من وضع” قلب العاصفة”، ويجري التحاور حالياً مع المتظاهرين والنقابات، مؤكدا دعمه لثورة الشباب التي وصفها بـ”الإصلاحية والشاملة”. وقال عبدالمهدي خلال جلسة لمجلس الوزراء اليوم “إن الفساد تراكم خلال السنوات الماضية بسبب الثروات النفطية وإضعاف النشاط الخاص”، معتبرا أن تحميل الحكومة الحالية مسؤولية تراكم الفساد “غير منصف”. واتهم الحكومات السابقة بأنها كانت “منتفعة”.. مشددا على أن الفساد يجب أن يعالج من خلال مواجهة المنظومات التي تشجع عليه.
واعتبر رئيس الوزراء العراقي أن الأزمة التي تعيشها البلاد لا تتعلق بالمطالب والخدمات.. مضيفا أنه “رافقها دخول مخربين حاولوا حرف التظاهرات”. وأكد أن الحكومة العراقية لم تستخدم كل الصلاحيات القانونية لمنع التظاهرات. من جهة أخرى، نبه عبدالمهدي إلى أن دين البلاد الذي يصل إلى أكثر من 13 تريليون دينار عراقي يمثل تحديا كبيرا أمام تقدمها.
وفي بغداد، التقى الرئيس العراقي برهم صالح اليوم، السيد نيجيرفان بارزاني رئيس اقليم كردستان العراق. وذكر بيان رئاسي أنه جرى خلال اللقاء بحث الأوضاع الأمنية والسياسية والعلاقة بين الحكومة الاتحادية والإقليم، وأهمية تعزيز الاستقرار في البلاد، وتحقيق الحياة الحرة الكريمة لأبناء الشعب العراقي.
وحول الاوضاع الميدانية، قال الناشط المدني رائد الحيلاني: “الوضع الأمني جيد في ساحة التحرير وجسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء، فضلا عن المطعم التركي وأعداد المتظاهرين المعتصمين في ازدياد”. وأوضح الحيلاني للأناضول، أن “القوات الأمنية تحاول التضييق وحصر التظاهرات في ساحة التحرير، لذا ساحة الخلاني تشهد توترا بين الفينة والأخرى حيث يحاول متظاهرون اجتياز الحواجز التي وضعتها قوات الأمن”. وأضاف أن “القوات الأمنية أطلقت صباح الأربعاء الغاز المسيل للدموع، مما سبب حالات إصابة واختناق”.
من جانبها، أعلنت قيادة عمليات بغداد (تتبع للجيش)، اليوم، في بيان أن عددا من أفرادها، “تعرضوا لجروح مختلفة بينهم آمر فوج”، خلال تأمين تظاهرات ساحة الخلاني، وسط بغداد. وأوضحت أن “الإصابات وقعت بعد قيام أحد العناصر المندسة ضمن المتظاهرين السلميين في ساحة الخلاني بإلقاء قنبلة يدوية استهدفت القوات المكلفة بتأمين الحماية للمتظاهرين”. ووجهت القيادة “المتظاهرين بضرورة إبعاد العناصر المندسة بين صفوفهم لكيلا يسيئوا إلى سلمية التظاهر”. وفي محافظتي ذي قار والديوانية، تظاهر مئات الطلبة والمعلمين، استجابة لدعوة نقابة المعلمين العراقيين.