– الهدمي: أهالي العيساوية صنعوا معادلة توازن الرعب
– صبري: محاولة احتلالية للسيطرة على كافة الحياء المقدسية
أكثر من 20 ألف مواطن مقدسي يقطنون بلدة العيساوية شرق القدس لمحتلة يتعرضون لتنكيل جماعي وانتهاك فاضح لحقوق الإنسان من قبل وحدات الشرطة المختلفة والقوات الخاصة.
لا يكاد مواطن في بلدة العيساوية إلا وتعرض هو وعائلته للقمع، حتى طلبة المدارس تعرضوا لقمع وحشي بدون شفقة أو رحمة.
الاعتداء على مريض بالسرطان
المواطن المسن حمزة أبو الحمص (65 عاماً) مريض بالسرطان تعرض قبل أيام إلى إصابة في قدمه ورش غاز الفلفل عل وجهه يقول: الشرطي الذي اعتدى عليَّ يعلم علم اليقين أنني مريض بالسرطان، وقبل فترة جاء ليعتقلني، وشاهد كل التقارير الطبية، ومع ذلك أطلق قنبلة غاز باتجاه قدمي من مسافة الصفر ورش غاز الفلفل على وجهي، ولا أستطيع التنفس بشكل طبيعي، وحالتي الصحية متدهورة بفعل الإصابة ورش غاز الفلفل.
ويضيف: وثقت هذا العمل الإجرامي في مشفى المقاصد، فتصرف الوحدات الخاصة يكون بشكل جنوني وانتقامي من جميع أفراد العائلة، ويكون الاقتحام على مدار الساعة فنحن في العيساوية لا ننام.
استهداف ناشط معاق حركيا
أما الناشط والمصاب بعينه المقدسي محمد أبو الحمص الذي يعاني من إعاقة حركية فيقول: نحن في العيساوية في حرب يومية شرسة، فقوات الشرطة لا تفارق شوارعنا وأحياء العيساوية ومداخلها، فقبل أيام اعتدوا علينا بغاز الفلفل وإطلاق الرصاص بدون أي وازع إنساني، واستيقظت من شدة الاعتداء عليَّ في مشفى المقاصد، فهم يضربون على كل أنحاء الجسد، وكل من يعترض ولو بكلمة على تصرفاتهم يواجه بسيل من الركلات والسب والشتم وغاز الفلفل الذي يعمي العيون ويشعر الإنسان بالاختناق وعدم القدرة على التنفس ويغمى عليه فوراً ويترك بدون إسعاف أولي.
وأشار أبو الحمص إلى قضية خطيرة يتم التعامل بها مع أهل العيساوية خاصة ومع المقدسيين بشكل عام، تتمثل بالاعتداء على كبار السن أمام الصغار؛ حتى تكون هناك صدمة نفسية، فالطفل عندما يشاهد والده أو والدته يضرب بشكل وحشي يصدم من المشهد، ويترتب على ذلك في المستقبل مآس اجتماعية لدى هذا الجيل الناشئ.
معادلة الرعب
يتحدث المحلل السياسي والناشط المقدسي ناصر هدمي، قائلاً: العيساوية بلدة مكتظة بالسكان، ولا يسهل على الاحتلال اقتحامها إلا خلال قوات كبيرة، وأهل العيساوية قدموا نموذجاً من الوحدة والتكاتف أمام الاحتلال بغض النظر عن الأصل العائلي والفصيل التنظيمي، وفرضوا معادلة توازن الرعب أمام الاحتلال، وهذا جعل المؤسسة الأمنية في دولة الاحتلال إلى اتخاذ قرار بكسر إرادة أهالي العيساوية حتى لا تكون نموذجاً لباقي الأحياء المقدسية، فترى الانتهاكات والاعتقالات بالجملة، ولا تتوقف عند وقت من الزمن، فهي على مدار الساعة، حتى إن أهالي العيساوية لم يذوقوا طعماً من النوم.
ويضيف: كيف لا ينتفض أهالي العيساوية وقد ظلمهم الاحتلال بشكل لم يسبق له مثيل، فالتلة الفرنسية أقيمت على أراضيهم، ومنعهم الاحتلال من الوصول إلى ما تبقى من أراضيهم، وتمت مصادرة 700 دونم من أراضيهم لصالح حديقة توراتية كما يزعم الاحتلال، ورفض الاحتلال الخطة التنظيمية للبناء التي قدمها الأهالي وعلى حسابهم الخاص للبلدية، وتم رفضها، مع أن الأصل تقوم البلدية ولجان التخطيط اللوائية بعمل هذه الخطة على نفقة دولة الاحتلال، لذا شعر أهالي العيساوية بجميع أطيافهم أنهم مستهدفون بشكل مباشر بالطرد والترحيل، فكان صمودهم الأسطوري وعدم رفعهم الراية البيضاء، فتصرفوا مع الاحتلال كأبناء عائلة واحدة، وهذا ما أغاظ المؤسسة الأمنية التي شرعت بالاعتقالات والانتهاكات دون توقف.
كسر الإرادة ونقل التجربة
ويقول رئيس الهيئة الإسلامية في القدس د. عكرمة صبري: في كل صلاة جمعة كانت قوات الشرطة والوحدات الخاصة تتواجد حول المصلين وتعتدي عليهم بشكل وحشي، فهم لا يريدون من أهالي العيساوية الاحتجاج ولو بالصلاة الجماعية كصلاة الجمعة، فهناك مخطط مرعب يقف أهالي العيساوية في مواجهته وإفشاله، فالاحتلال يريد أن ينفذ مخططاته في العيساوية وينجح فيها لينقل التجربة إلى باقي الأحياء المقدسية.