شهدت مدينة لاهاي الهولندية، أمس الثلاثاء، مظاهرة داعمة لدعوى قدمتها جامبيا إلى محكمة العدل الدولية تتهم فيها ميانمار بارتكاب إبادة جماعية بحق أقلية الروهنجيا في إقليم آراكان غربي الدولة الآسيوية.
وتعقد المحكمة أولى جلسات الاستماع في هذه الدعوى بين 10 و12 ديسمبر الجاري.
ونظم المجلس الأوروبي للروهنجيا المظاهرة أمام مقر المحكمة في لاهاي، بمشاركة رئيس المجلس، هلا كياو، ومتظاهرين قدموا من دول أوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.
وحمل المتظاهرون لافتات كتب على بعضها: “نعم للروهنجيا”، و”كن بجانب الروهنجيا والعدالة”، و”نريد العدالة للروهنجيا”، و”أوقفوا الحرب والإبادة في ميانمار”، ورددوا هتافات منها: “أوقفوا الإبادة”، و”الشكر لتركيا وجامبيا”.
وقال أبو الكلام أورفوراندي، أحد المتظاهرين وهو من آراكان، بحسب وكالة “الأناضول”: إنه جاء من السويد إلى هولندا للمشاركة في المظاهرة، بهدف دعم جامبيا ومسلمي الروهنجيا.
وأضاف: جئنا للمطالبة بتحقيق العدالة، ومحاسبة المسؤولين عن المجازر والجرائم المستمرة منذ 50 عامًا.
وأعرب أورفوراندي عن شكره لتركيا لدعمها مسلمي الروهنجيا، قائلًا: إن بنجلاديش فتحت حدودها مجددًا أمام اللاجئين الروهنجيا، بفضل تركيا.
وقال جيهان كير تشودهوري، متظاهر: نريد من محكمة العدل الدولية أن تنفذ المطالب التي تقدمت بها جامبيا، وأن توقف الإبادة الجماعية التي ترتكبها ميانمار.
ودعا تشودهوري جميع الأطراف المعنية إلى دعم جامبيا.
وهتف المتظاهرون ضد زعيمة ميانمار، سان سو تشي، أثناء مرور موكبها برفقة الشرطة قرب ساحة المظاهرة، بعد حضورها جلسة في المحكمة.
وتقدمت جامبيا، في 11 نوفمبر الماضي، بدعوى أمام محكمة العدل تتهم فيها ميانمار بانتهاك التزاماتها بموجب أحكام اتفاقية “منع جرائم الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها”، لعام 1948.
وحظيت جامبيا بدعم من 57 دولة في منظمة التعاون الإسلامي، لكن من المتوقع أن هذا الدعم في الإجراءات القانونية لن يكون له أي أثر مادي لاحقًا.
وتشن القوات المسلحة في ميانمار ومليشيات بوذية، منذ 25 أغسطس 2017، حملة عسكرية تتضمن مجازر وحشية ضد الروهنجيا في أراكان.
وأسفرت هذه الجرائم المستمرة عن مقتل آلاف الروهنجيين، حسب مصادر محلية ودولية متطابقة، فضلاً عن لجوء قرابة مليون إلى بنجلاديش، وفق الأمم المتحدة.
وتعتبر حكومة ميانمار الروهنجيا “مهاجرين غير نظاميين” من بنجلاديش، فيما تصنفهم الأمم المتحدة “الأقلية الأكثر اضطهادًا في العالم”.