استأنفت شركة نفط ذي قار الحكومية، اليوم الإثنين، إنتاج الخام من حقل الناصرية جنوبي العراق، وفق مصدر في الشركة.
وكان العشرات من المتظاهرين الناقمين على قلة فرص العمل اقتحموا حقل الناصرية، السبت الماضي، وأجبروا العاملين فيه على وقف الإنتاج البالغ نحو 100 ألف برميل يومياً.
وهذه أول مرة تم فيها تسجيل وقف إنتاج النفط الخام من الحقول المنتشرة جنوبي البلاد، رغم أن المحتجين عمدوا مراراً لقطع الطرق المؤدية إليها بهدف الضغط على الحكومة للاستجابة لمطالبهم.
وقال مصدر في شركة نفط ذي قار، بحسب “الأناضول”: إنه “تم استئناف العمل بحقل الناصرية النفطي صباح اليوم”، مبيناً أن “الحقل عاد إلى طاقته الإنتاجية الاعتيادية”.
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته كونه غير مخول بالتصريح للإعلام، أن المتظاهرين أخلوا الحقل والطرق المؤدية إليه منذ مساء الأحد، وهو ما أتاح للعاملين الالتحاق بأعمالهم.
والعراق، ثاني أكبر مصدر للنفط الخام في منظمة “أوبك”، ويصدر شهرياً نحو 3.4 مليون برميل يومياً، ويعتمد على إيرادات بيع الخام لتغطية نحو 90% من نفقات الدولة.
ويشهد العراق احتجاجات شعبية غير مسبوقة منذ مطلع أكتوبر الماضي، تخللتها أعمال عنف خلفت 498 قتيلاً وأكثر من 17 ألف جريح، استنادًا إلى أرقام مفوضية حقوق الإنسان (رسمية) ومصادر طبية وأمنية.
والغالبية العظمى من الضحايا هم من المحتجين، وسقطوا، وفق المتظاهرين وتقارير حقوقية دولية، في مواجهات مع قوات الأمن ومسلحين من فصائل “الحشد الشعبي” لهم صلات مع إيران، المرتبطة بعلاقات وثيقة مع الأحزاب الشيعية الحاكمة في بغداد، لكن “الحشد الشعبي” ينفي أي دور له في قتل المحتجين.
وأجبر المحتجون حكومة عادل عبدالمهدي على الاستقالة، مطلع ديسمبر الجاري، ويصرون على رحيل ومحاسبة كل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، والتي تحكم منذ إسقاط نظام صدام حسين عام 2003.
كما يطالب المتظاهرون باختيار مرشح مستقل نزيه لا يخضع للخارج وخاصة إيران يتولى إدارة البلد لمرحلة انتقالية تمهيداً لإجراء انتخابات مبكرة.