قالت الناشطة الحقوقية الإيرانية المعارضة شيرين عبادي: إن طهران ونظام بشار الأسد مسؤولان عن حمام الدم في سورية، وأن عدم اكتراث الدول الأوروبية بمعاناة الشعب السوري لا يمكن قبوله.
وأوضحت عبادي الحائزة على جائزة “نوبل”، في تصريح لوكالة “الأناضول”، أنه من غير الممكن إطلاق صفة “الإنسان” لشخص قام بقصف شعبه، معربة عن أملها في أن يمثل بشار الأسد يومًا ما أمام المحاكم الدولية بتهم ارتكاب مجازر ضد شعبه.
وعن استضافة تركيا للاجئين السوريين، قالت عبادي: تركيا تستضيف نحو 4 ملايين سوري وتقدم لهم كافة مستلزماتهم، بالمقابل تتصرف الدول الأوروبية وكأنها غير معنية بمعاناة السوريين الفارين من قصف النظام وداعميه من الروس والإيرانيين.
وأردفت: تركيا لا تستطيع استيعاب المزيد من السوريين، لأن كل دولة لها طاقات معينة، والدول الأوروبية التي تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان ظلت تتجاهل معاناة السوريين على مدى السنوات التسع الماضية، فحقوق الإنسان لا تنطبق على الشعب الأوروبي فحسب، بل تنطبق على السوريين أيضاً.
وفيما يخص الأوضاع في إيران، قالت عبادي: المظاهرات التي اندلعت عقب رفع أسعار الوقود تحتوي على رسائل مهمة موجهة للحكومة الإيرانية، فهذه المظاهرات أظهرت مجدداً الفجوة الكبيرة الحاصلة بين الشعب والحكومة، فالشعب الإيراني أعلن للعالم أجمع أنه لا يريد النظام الحاكم في البلاد.
ولفتت إلى أن المظاهرات لم تبدأ بسبب رفع أسعار الوقود فحسب، بل تعبر عن مدى سخط الشعب لفشل الحكومة في إدارة شؤون البلاد بشكل جيد.
واستطردت قائلة: الحكومة الإيرانية لم تكشف عدد القتلى الذين سقطوا خلال المظاهرات التي بدأت قبل نحو 50 يوماً، والشعب الإيراني ينتظر من الحكومة إعلان الرقم الحقيقي لعدد قتلى المظاهرات، والحكومة تتهرب.
وأشارت إلى أن ادعاءات السلطات القضائية بشأن تورط مندسين في قتل المتظاهرين مجرد كذبة، مشيرة إلى أن تسجيلات الفيديو تؤكد قيام “النظام الإيراني” بقتل المتظاهرين.
ولفتت إلى أن المظاهرات في إيران تشبه الجمر تحت الرماد، وأنه من الممكن أن تندلع في أي وقت.
ورداً على سؤال حول احتمال أن تتحول إيران إلى سورية جديدة بفعل المظاهرات، قالت عبادي: إن استمرت المظاهرات السلمية في البلاد، فمن المُحال أن تتحول إيران إلى سورية جديدة، فالشعب لم يلجأ إلى العنف على عكس الحكومة، ويجب ألّا ننسى أن إيران ونظام بشار الأسد هما وراء حمام الدم في سورية.
كما فندت عبادي مزاعم تأثير القوى الأجنبية على المتظاهرين في إيران، مبينةً أن الشعب عبّر عن غضبه وطالب الحكومة بسحب يدها من سورية والتركيز على كيفية تحسين أوضاع الإيرانيين.
وانتقدت الناشطة الحقوقية سياسات الرئيس حسن روحاني، مشيرة إلى أن الأخير لم يصغ لمطالب الشعب أبداً، وأن الذين صوتوا له يعبرون حالياً عن ندمهم.