صحيفة “الجارديان” قطع الهند للإنترنت عن كشمير منذ خمسة أشهر بأنه “الأطول على الإطلاق” ويغرق المنطقة في أزمة طاحنة، فقد ألحقَ خسائر فادحة بالكشميريين، وكلف عشرات الأرواح.
وقالت الصحيفة بحسب مصر العربية: بالنسبة للكثيرين في كشمير كانت أكثر من 150 يومًا من المعاناة، ويقول عمران حفيظ، وهو طبيب: إن استمرار تلك المعاناة تعني تدمير مبادرة أنقذوا قلب كشمير”.
في كشمير، حيث التضاريس الجبلية، وشبكات الطرق القديمة تعني أن السفر قد يستغرق أيامًا، لا يتمكن المرضى الذين يعانون من حالات طوارئ قلبية من الوصول إلى أطباء متخصصين أو مستشفيات كبرى، ولكن من خلال شبكة المتطوعين، تم ربط 1200 طبيب من أنحاء المنطقة ببعضهم البعض من خلال أربع مجموعات على WhatsApp ، حيث تبادلوا تقارير عن حالات طوارئ القلب وسعت للتشخيص الفوري.
وقال حفيظ :”لقد كان أفضل مستشفى افتراضي وحد الأطباء، إنها كانت مبادرة رائعة، حيث كان شاب في منطقة جبلية نائية يظهر عليه هبوط في ضغط الدم وألم شديد في الصدر، وسرعان ما ينزلق نحو الموت، وبمجرد نشر الحالة يدرك الطبيب أن الرجل يحتضر، ويسارع في محاولة إنقاذه بكتابة العلاج المناسب سريعا.
على مدار 500 يوم من تشغيله، عملت المجموعة على مدار الساعة، وعالجت 19395 حالة، ولكن بعد قطع الإنترنت، انهار كل شيء”.
وبحسب الصحيفة، فإن قرار الحكومة الهندية، بقيادة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، بإلغاء الحكم الدستوري لجامو وكشمير، وتقسيمه إلى إقليمين تحت سيطرة الحكومة الفيدرالية وضع حدا لسبعة عقود من الحكم شبه المستقل أعقبه سلسلة من التدابير العسكرية.
وانتقل عشرات الآلاف من الجنود، واحتُجز رؤساء الوزراء السابقون والمشرعون والزعماء الانفصاليون وفُرض حظر التجول وفرضت قيود على السفر، وتم قطع جميع وسائل الاتصال، بما في ذلك الوصول إلى الإنترنت، رغم أن الحملة قد خفت، إلا أن هناك العديد من القيود ولا يزال هناك سبعة ملايين شخص في كشمير بدون الإنترنت.
كان شيان نبي في يوم من الأيام المالك الفخور لشركة ناشئة صغيرة، وكانت الشركة، التي أدارت حملات إعلانية عبر الإنترنت للعملاء المحليين والأجانب، من بين العديد من الخسائر لأن الأعمال التجارية كانت مستحيلة دون الوصول للإنترنت.
وتساءل الرجل: “من المحبط أن تكون عاطلاً، أريد الذهاب للمنزل، لكن ماذا سأخبر عائلتي؟ وهو يبحث عن خيارات مستقبلية في نيودلهي، وينضم إلى موجة من الشباب الكشميري المحرومين من حقهم في ترك منازلهم على مدار خمسة أشهر.
وأشارت الصحيفة إلى أن الخسائر لم تكن اقتصادية فقط، ووصف مبرمج يعمل في شركة للتكنولوجيا مقرها سريناجار، والتي انتقلت لعدة أشهر إلى مدينة بنغالور جنوب الهند، أن التجربة “جحيم عاطفي”.
من غير الواضح متى تعتزم الحكومة الهندية السماح بالوصول الكامل للإنترنت في المنطقة، وتم منح بعض شركات تكنولوجيا المعلومات إمكانية الوصول ولكن تحت قيود صارمة، بما في ذلك المراقبة الحكومية الكاملة لنشاطها وفرض حظر على مواقع التواصل الاجتماعي.
تمت استعادة خدمات الرسائل القصيرة هذا الأسبوع، وتم السماح لـ 80 مستشفى حكوميا بالوصول رغم أن هناك أكثر من 1000 مستشفى خاص ومنشآت طبية لا تزال غير قادرة على الاتصال بالإنترنت، والتي يقول الأطباء إنها أثرت بشدة على العلاج والوصول للأدوية للمرضى.
قال شيخ عشيق، رئيس غرفة تجارة وصناعة كشمير التي دامت ثمانية عقود، إن الخسائر التي تكبدتها المنطقة بسبب إغلاق الإنترنت تقدر بأكثر من مليار جنيه إسترليني.