رجحت دراسة حديثة أجراها باحثون في كلية “لندن الإمبراطورية” أن عدد حالات الإصابة بالفيروس الغامض الجديد الذي ظهر في الصين بلغ نحو 1723 شخصاً، رغم كشف بكين عن إصابة حوالي 41 شخصاً فقط.
وكشف الباحثون أن هذا العدد التقديري تم تسجيله حتى 12 يناير الجاري، حسبما نقلت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، أمس السبت.
وحتى اليوم، أعلن وفاة مصابين بهذا الفيروس الغامض الذي ظهر في مدينة ووهان الصينية، في ديسمبر الماضي.
واستند الباحثون في هذه الدراسة إلى عدد الحالات التي تمّ الكشف عنها خارج الصين -اثنتان في تايلاند وحالة في اليابان- لاستنتاج عدد الأشخاص المصابين في ووهان، بناء على قاعدة بيانات الرحلات الجوية الدولية المغادرة من مطار ووهان.
وقالوا: إن العدد التقديري شمل أشخاصاً سافروا إلى مدينة ووهان الصينية، دون زيارة سوق ووهان للمأكولات البحرية والحيوانات البرية، حيث تمت الإصابة بهذا الفيروس الغامض.
واكتشفت حالتان إصابة بالفيروس في تايلاند وأخرى في اليابان لمسافرين زاروا مدينة ووهان فقط.
وأوضحت الدراسة أن ظهور إصابات لأشخاص لم يزوروا السوق، يعزز من مخاوف انتقال العدوى عبر البشر، ويزيد من مخاطر انتشار الفيروس على نطاق أوسع.
وكان مسؤولون في الصين قالوا: إن العدوى بالفيروس الغامض “لم تنتقل من شخص لآخر”.
وأشاروا إلى أن الفيروس لديه القدرة على الانتقال بين فصائل الكائنات الحية، وأنه انتقل إلى المصابين من الحيوانات في سوق مدينة ووهان، حسب “هيئة الإذاعة البريطانية” (بي بي سي).
من جهته، أشار نيل فيغوسون، عالم متخصص بدراسة الأمراض في كلية لندن، إلى “عدم وضوح” ماهية هذا الفيروس، وأن اكتشاف حالات خارج الصين أمر مثير للقلق.
وأكد فيرغسون ضرورة تشديد المراقبة وسرعة مشاركة المعلومات والجاهزية القصوى، نظراً لاحتمالية انتقال هذا الفيروس بين البشر.
وفي السياق، قالت منظمة الصحة العالمية: إنها تفتقد للقدر الكافي من المعلومات حول هذا الفيروس؛ التي تخولها توضيح ماهيته وأعراضه وكيفية انتشاره.
وأكدت السلطات الصينية في مدينة ووهان وجود 45 حالة إصابة بهذا الفيروس، منذ ظهوره في ديسمبر الماضي، انتهت اثنتان منها بالوفاة.
ويثير الوباء مخاوف من عودة ظهور فيروس من نوع “سارس” الشديد العدوى الذي أودى بحياة حوالى 650 شخصاً في الصين وهونج كونج بين عامي 2002 و2003م.
ويعتقد أن العوامل المسببة للمرض هي نوع جديد من الفيروس التاجي، وهو سلالة تضم عدداً أكبر من الفيروسات تتراوح من الإنفلونزا العادية إلى أمراض أكثر خطورة مثل متلازمة التنفس الالتهابي الحاد.
وعلى خلفية انتشار هذا الوباء، أعلنت الولايات المتحدة، الجمعة الماضي، بدء فحص ركاب الرحلات الجوية القادمة من ووهان إلى مطار سان فرانسيسكو ومطار جون إف كينيدي في نيويورك اللذين يستقبلان رحلات مباشرة من ووهان، وكذلك الرحلات التي تصل إلى مطار لوس أنجلوس الذي يستخدم كمحطة عبور للعديد من الرحلات.
ويخدم مطار ووهان الصيني حوالي 19 مليون راكب، لكن 3400 منهم فقط هم من يستقلون الرحلات الدولية يومياً.