أفادت تقارير إعلامية رسمية بأن فيروس كورونا الجديد قد وصل إلى جميع المناطق في الصين، باستثناء إقليم التبت، وذلك بعد تأكيد حالة إصابة بالفيروس في مقاطعة شنغهاي.
وبحسب “تلفزيون الصين المركزي”، فإن القائمة، التي تضم 30 مقاطعة ومنطقة وبلدية، تمتد من بيجين حتى مناطق صينية تتمتع بالحكم الذاتي، مثل شينجيانج ومنغوليا الداخلية، كما أصيبت بالفيروس منطقتان إداريتان خاصتان في الصين، وهما ماكاو وهونج كونج.
فقط منطقة التبت النائية، وهي منطقة أخرى تتمتع بالحكم الذاتي في أقصى غرب الصين، تبدو غير مصابة بالفيروس حتى الآن.
وفي محاولة لاحتواء تفشي فيروس كورونا، عزلت الصين 12 مدينة و43 مليون شخص حيث أوقفت عمل وسائل النقل العام وعلقت التجمعات العامة.
ومع اكتظاظ المستشفيات، بدأت السلطات العمل على بناء مستشفى مخصّص لاستقبال ألف مصاب بالفيروس في غضون عشرة أيام، ويُفترض أن يفتح أبوابه في الثالث من فبراير المقبل.
وارتفع عدد الوفيات بالمرض إلى 41 في الصين وأكثر من 1300 إصابة على مستوى العالم، لكن معظم الحالات موجودة في ووهان، في حين ناشد مسؤول المتبرعين المحليين والدوليين تقديم إمدادات طبية.
الفيروس ما زال حاداً
جاء انتشار الفيروس بالتزامن مع سفر مئات الملايين من المواطنين في أنحاء البلاد وخارجها هذا الأسبوع للاحتفال بالعام القمري الجديد، حيث تشهد هذه العطلة أكبر عملية انتقال جماعي سنوي للسكان في الصين.
وقال مسؤول في إقليم هوبي: إن الوباء ما زال حاداً، وإن الإمدادات الطبية شحيحة للغاية في مدينة ووهان.
ونقلت صحيفة “الشعب” اليومية الصينية عن حكومة ووهان قولها، اليوم السبت: إنها ستمنع سير المركبات غير الضرورية في وسط المدينة اعتباراً من غد الأحد لاحتواء الوباء.
وفي يوم رأس السنة، لا ألعاب نارية ولا رقصات تنين إنما بدت شوارع المدينة الواقعة في وسط الصين خالية تماماً، وكان نادراً عبور بعض المارة الذين ارتدوا أقنعة واقية للاحتماء وهو أمر بات إلزامياً في المدينة.
وعلى حدود منطقة الحجر الصحي، على بعد 20 كيلومتراً نحو شرق وسط المدينة، أُرغمت سيارات كانت تحاول عبور مركز دفع رسوم الطرق السريعة، على أن تستدير وتعود أدراجها.
الجيش الصيني ينشر أطباء
من جانبه، نشر الجيش الصيني السبت أطباء تابعين له في منطقة تفشي فيروس كورونا، في حين وصل إلى أوروبا مع تسجيل ثلاث حالات إصابة مؤكدة في فرنسا.
وأرسل الجيش إلى المنطقة المحظورة ثلاث طائرات أنزلت 450 طبيباً عسكرياً وعاملين آخرين في المجال الطبي لدى بعضهم خبرة في مكافحة وباء إيبولا وسارس، وهو مرض مماثل لفيروس كورونا الجديد.
وأفادت لجنة الصحة الوطنية أنه سيتمّ وضع محطات للكشف عن الإصابات وسيُنقل الركاب الذين لديهم أعراض التهاب رئوي “فوراً” إلى مركز صحي.
كورونا يصل أوروبا
في الخارج، أُعلن عن أول ثلاث إصابات في أوربا الجمعة في فرنسا، وأشارت وزارة الخارجية الفرنسية إلى أن باريس تعتزم تأمين حافلات ليتمكن الفرنسيون الموجودون في ووهان من مغادرتها.
وبين هذه الحالات الثلاث التي سجلت في فرنسا، زارت اثنتان على الأقل الصين مؤخراً، بحسب السلطات الصحية الفرنسية، ويتلقى هؤلاء العلاج في مستشفيات في باريس وبوردو (جنوب غرب) حيث عُزلوا.
ذلك بالإضافة إلى الحالات المسجلة في دول آسيوية ولاسيما في اليابان وتايلاند، تم الإبلاغ عن حالة إصابة ثانية في الولايات المتحدة.
وتمّ تأكيد وجود إصابة ثانية في الولايات المتحدة، في حين أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بجهود الصين لمحاولتها احتواء انتشار الفيروس.
وفي آسيا، أُعلن عن وجود إصابات في هونغ كونغ وماكاو وتايوان وكذلك في كوريا الجنوبية واليابان وتايلاند وسنغافورة وفيتنام.
وأعلنت هونج كونج، اليوم السبت، حال الطوارئ الصحية القصوى على أراضيها بهدف تعزيز إجراءات مكافحة انتشار الوباء.
_________________________________
المصدر: “الجزيرة مباشر”.