نظم المكتب الإعلامي الحكومي، صباح الخميس، وقفة احتجاجية للصحفيين أمام مقر الأمم المتحدة “اليونسكو” بمدينة غزة رفضًا لـ “صفقة ترامب”.
وشهدت الوقفة تسليم أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مذكرة احتجاج تعبيرا عن الرفض المطلق للصفقة الأمريكية، وتأكيدًا بأن هذه الخطوة تؤكد الانحياز الأمريكي التام لدولة الاحتلال، كما شهدت الوقفة أيضًا توقيع جموع الصحفيين والإعلاميين بدمائهم على خارطة فلسطين تأكيدًا منهم على رفض الصفقة.
وقال رئيس المكتب سلامة معروف في كلمته خلال الوقفة: “نقف اليوم لنقول إننا امتداد لتضحيات شعبنا، ولنجسد الشعار الخالد بالدم، ولنثبت أن الأرض لنا وأي صفقة أو رؤية لن تنجح طالما ثبت شعبنا في طليعة من يجابه هذه الصفقات”.
وأضاف” “نحن على استعداد كافٍ لمواجهة هذه الصفقة بالدماء، ووضعنا خطة واضحة للعمل بالاتفاق مع كل الأطر الإعلامية”.
وأشار معروف إلى أن الأطر الصحفية اتفقت على خطة عمل وتحرك واضح لمواجهة الصفقة، من خلال تحشيد الرأي العام المحلي والعربي والدولي، وتحيد الخطاب الموجه، وخطط العمل من خلال مخاطبة المؤسسات.
وأكد ضرورة رفض الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع الدولي لهذه الصفقة “المشؤومة”، مضيفا: “سنقدم للأمين العام للأمم المتحدة مسودة تدعوه لاتخاذ موقف واضح وصريح برفض الصفقة التي تتنافي مع الحقوق التاريخية لشعبنا، وتخالف كل القرارات الصادرة عنها”.
ودعا معروف القوى الوطنية والرئيس عباس لإنهاء الانقسام، وسماع كلمة الشعب والتوحد مواجهة هذه الصفقة، وترجمة الوحدة الفلسطينية لواقع عملي.
وفيما يلي نص مذكرة الاحتجاج التي تم توجيهها لأمين عام الأمم المتحدة تعبيرًا عن رفض المكتب الإعلامي الحكومي وجموع الإعلاميين الفلسطينيين للصفقة:
نتوجه نحن جموع الإعلاميين الفلسطينيين لكم بهذه المذكرة الاحتجاجية تعبيراً عن رفضنا المطلق لما تم إعلانه مؤخراً من قبل الرئيس الأمريكي ترامب تحت عنوان: صفقة القرن، وتأكيداً بأن هذه الخطوة تؤكد الانحياز الأمريكي التام لدولة الاحتلال، وتثبت بأنها لم تكن يوماً وسيطاً نزيهاً لعملية التسوية، وأيضا تضع مصداقية كل المنظومة الأممية على المحك، باعتبارها تخالف كل القرارات الدولية ذات الصلة بالشأن الفلسطيني.
لقد جاءت هذه الصفقة المشؤومة تتويجاً لسلسلة اعتداءات مشتركة (إسرائيلية، أمريكية) على حقوق شعبنا التاريخية الراسخة، والمكفولة بقوة القانون الدولي، وكان أبرز تجلياتها الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة للاحتلال، ونقل سفارتها للمدينة، واستمرار الحصار (الإسرائيلي) غير القانوني واللا أخلاقي على قطاع غزة، والازدياد الواضح في حجم الاستيطان، وقضم وعزل الأراضي الفلسطينية بفعل جدار الفصل العنصري بالضفة، وتسارع وتيرة إجراءات تهويد عاصمتنا القدس، ومخططات ومحاولات تزييف وتزوير ملكية مقدساتنا العربية الإسلامية والمسيحية.
كما تأتي هذه الصفقة بعد عام شهد أسوأ جرائم الاحتلال بحق الصحفيين الفلسطينيين، حيث بلغت مجمل الاعتداءات الاحتلالية على حرية ممارسة العمل الإعلامي، 614 اعتداء، شملت: الاعتداء الجسدي على الصحفيين بإطلاق الرصاص والمنع من التغطية، الاعتقال والتقديم للمحاكمات والتعذيب داخل المعتقلات، اقتحام وتكسير المقرات الإعلامية، المنع من السفر وسحب الهويات الشخصية.
وقد خلّفت هذه الاعتداءات خلال العام الماضي فقط، 157 إصابة بين الصحفيين ومنهم حالات بتر للأطراف، وفقد 3 من الصحفيين عيونهم جراء استهداف جنود الاحتلال لهم بشكل مباشر، ويقبع حاليا 18 صحفي داخل سجون الاحتلال.
كل هذه الظروف تدفعنا ومعنا شعبنا للتطلع لموقف واضح وصريح منكم برفض هذه الصفقة، التي تضرب بعرض الحائط كافة القرارات التي صدرت حول القضية الفلسطينية، خاصة القرارات التي رسخت قانونياً حقوقنا الثابتة تاريخياً، ومنها: حق عودة اللاجئين وتعويضهم، وحقنا في مدينة القدس والمقدسات العربية الإسلامية والمسيحية، والقرارات ضد الاستيطان وإجراءات التهويد وجدار الفصل العنصري…
إن موقف الأمم المتحدة من القضية الفلسطينية قد حُدد على مرّ السنين، عبر قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ذات الصلة التي من الواجب أن تلتزم بها الأمانة العامة، وعليه فإننا ننتظر منكم موقفا واضحا لا لبس فيه تجاه ما تم الإعلان عنه، نظراً لأنه ينافي أبسط الحقوق الراسخة لشعبنا الفلسطيني، ويخالف كافة القرارات الدولية بالخصوص.