أعلن رئيس الحكومة المكلّف إلياس الفخفاخ، الجمعة الماضي، في ندوة صحفية، أنّ 10 أحزاب سياسية تمثل تقريباً ثلثي البرلمان عبّرت عن استعدادها للمشاركة في الحكومة، وهي تمثل كل العائلات السياسية في تونس، وهي: حزب حركة النهضة، والتيار الديمقراطي، وائتلاف الكرامة، وحركة الشعب، وتحيا تونس، ومشروع تونس، وآفاق تونس، ونداء تونس، والبديل التونسي، والشعبي الجمهوري.
وأكّد الفخفاخ أنّ بناء الائتلاف الحكومي سيكون على أساس التعاقد ومبدأ الوضوح، ولا توجد شروط، بل هناك اختلافات في الآراء سيحاول تجاوزها من خلال النقاش، وأنه سيعرض حكومته على البرلمان الأسبوع القادم.
الأولويات العاجلة
وحدّد الفخفاخ الأولويات العاجلة التي ستعمل عليها حكومته بعد نيلها الثقة، التي تضمّنتها الوثيقة التعاقدية بين الأحزاب المعنية بتشكيل الحكومة، وأوّل هذه الأولويات تتعلّق بمكافحة الفساد، وهي من ركائز التشارك في هذه الوثيقة التي تمّت صياغتها، وفق ما أعلنه الفخفاخ الذي أكّد وجود إجماع في هذا الخصوص من قبل جميع التونسيين بمختلف مشاربهم.
ومن بين النقاط الأخرى التي ستوليها الحكومة الأولوية إعادة المصعد الاجتماعي للعمل من خلال إيلاء قطاعي التربية والصحة العمومية الأهمية اللازمة ليكونا الضامن لذلك.
وشدّد الفخفاخ، من جهة أخرى، على ضرورة تعصير البلاد بعد مرحلة الانتقال الديمقراطي والتعصير السياسي، مشدّداً على ضرورة إرساء دولة عصرية في مجالات الاقتصاد والاجتماع ومن الناحية الجمالية للبلاد لدخول تونس في القرن الـ21.
ومن الأولويات العاجلة استتباب الأمن ومكافحة غلاء المعيشة من خلال التحكّم في الأسعار.
إلى جانب انعاش الاقتصاد دون الحاجة بالضرورة لقوانين، إذ يمكن تحقيق ذلك اعتماداً على التراتيب في أغلب المجالات.
7 مشاريع
وكشف الفخفاخ، في الندوة الصحفية، عن 7 مشاريع كبرى للحكومة القادمة، على المدى المتوسط والبعيد التي ستعيد الدور الاجتماعي للدولة، حسب تعبيره.
وقال: إنّ أول مشروع يتمثل في مواصلة تركيز وهيكلة الدولة ورقمتنها وتطوير مردودها على غرار دمج بعض الوزارات، لكن ذلك لا يكون اعتباطياً، بل يحتاج إلى دراسة عميقة، وفق تقديره.
النقطة الثانية تخصّ الصحة، وشدّد الفخفاخ على ضرورة وضع مخطط إستراتيجي لتونس 2040، وكيف ستكون الصحة العمومية في المستقبل، وسيتم تخصيص ميزانية عام 2020 لإجراء دراسة في العمق للمنظومة الصحية لتونس الغد.
وأنّه سيكون للتعليم نصيب من هذه المشاريع ليكون في المستوى لكل التونسيين، وأكّد أنّ القطاع الفلاحي سيكون من أولويات الحكومة القادمة، كذلك الثروة الطاقية والرقمية، التي شدّد المكلف بتشكيل الحكومة على عزمه وضع مخطط لدخول هذه القطاعات بقوة؛ لأنّ فرص الشغل ترتكز حالياً على هذين المجالين، وهي لا تستحق تمويلاً مالياً كبيراً، بل تحتاج إلى الفكر والأفكار والإنتاج، حسب قوله.
سوق العالم الجديد
وأشار إلى أهمية الانفتاح على أفريقيا سوق العالم الجديد وسوق القرن الـ21، معتبراً أنّ بناء أفريقيا الجديدة يحتاج إلى الخبرة التونسية وكفاءاتها، لكن ذلك يحتاج في الوقت ذاته إلى مخطط للربط الجوي والبحري حتى تكون تونس بوابة أفريقيا لبلدان العالم.
وأوضح الفخفاخ أنّ حكومته ستضع مخططاً للمدى المتوسط قابلاً للتطبيق على مدى خمس سنوات قادمة، معبّراً عن أمله في أن يتواصل من بعده ويساهم في تغيير جذري في المنوال الاقتصادي التونسي.
وأكّد أنّ هذا المخطط حددته أولويات اقتصادية وترجم في مشاريع وطنية وإستراتيجية مستقبلية.