رفضت أحزاب سودانية، اليوم الثلاثاء، لقاء رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان، مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، معتبرة إياه “طعنة” للشعب الفلسطيني، و”سقطة وطنية وأخلاقية”.
والإثنين، كشف مكتب رئاسة وزراء الاحتلال الإسرائيلي، في بيان عبر “تويتر”، عن لقاء جمع نتنياهو، والبرهان في أوغندا، مشيرًا إلى أنهما اتفقا على “بدء تعاون يقود نحو تطبيع العلاقات بين البلدين”.
وقال حزب المؤتمر الوطني (الحاكم السابق)، في بيان له: “نرفض وندين ونستنكر ذلك، ونعتبره خروجاً على توافق غالبية الشعب السوداني”.
واعتبر الحزب في بيانه اللقاء “طعنة لشعب شقيق بالتزامن مع ما يتعرض له من تآمر بإعلان “صفقة القرن” التي رفضها الشعب الفلسطيني وكل الدول العربية الأسبوع الماضي”.
وأضاف: “القضية الفلسطينية قضية مركزية لأمتنا ومبدئية لشعبنا، وليست موضوعاً للمساومة أو المناورة، وقد ظللنا في حزبنا داعمين لحقوق الإخوة الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال”.
من جهته، قال الحزب الشيوعي السوداني، في بيان له: إن “اجتماع نتنياهو، والبرهان يأتي كدليل واضح لموقف لا يمت بصلة للعلاقات النضالية التي تربط بين الشعبين السوداني والفلسطيني”.
وأضاف: “نعتبر هذا اللقاء طعنة وخيانة لتقاليد ونضالات شعبنا ضد الإمبريالة والصهيونية، وموقفنا الواضح من نضال الشعب الفلسطيني من أجل إقامة دولته وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين”.
انتهاك دستوري
بدوره، قال الحزب الوحدوي الديمقراطي الناصري، في بيان له: إن “لقاء البرهان بعراب تحالف الصهيونية والليبرالية الجديدة نتنياهو، سقطة وطنية وأخلاقية، وخطأ إستراتيجي وانتهاك دستوري، وهدم لثوابت السودان في الوقوف مع الحق السليب”.
وأضاف: “لا فائدة مرجوة من هذا اللقاء للشعب السوداني غير الانخراط مع ذيول التبعية والعمالة في المنطقة العربية وأفريقيا”.
وفي وقت سابق، أعلن حزب “المؤتمر الشعبي” السوداني، في بيان له، رفضه للقاء، معتبراً إياه “صادماً” للموقف الشعبي المساند للشعب الفلسطيني، و”طعنة” للقضية الفلسطينية و”تلطيخاً” لسمعة السودان.
والإثنين، أعلنت الحكومة السودانية أنه لم يتم إخطارها أو التشاور معها بشأن اللقاء بين البرهان، ونتنياهو، فيما عقد مجلس الوزراء الثلاثاء، اجتماعًا مغلقًا، لمناقشة اللقاء بين الجانبين.
وباستثناء مصر والأردن، اللتين ترتبطان مع “إسرائيل” بمعاهدتي سلام، لا تقيم أي دولة عربية أخرى علاقات رسمية معلنة مع “إسرائيل”.
وجاء لقاء البرهان، ونتنياهو المفاجئ في وقت يتصاعد فيه الرفض العربي والإسلامي لخطة أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الثلاثاء الماضي، للتسوية في الشرق الأوسط، وتُعرف إعلاميًا بـ”صفقة القرن”.
وتتضمن خطة ترمب إقامة دولة فلسطينية في صورة “أرخبيل” تربطه جسور وأنفاق، وعاصمتها “في أجزاء من القدس الشرقية”، مع جعل مدينة القدس المحتلة عاصمة مزعومة لـ”إسرائيل”.