أقال الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، سفير بلاده لدى الاتحاد الأوروبي، جوردون سوندلاند، أحد الشهود الرئيسين في التحقيقات المتعلقة بعزله من منصبه كرئيس للولايات المتحدة.
جاء ذلك بحسب بيان مقتضب صادر عن سوندلاند لوسائل الإعلام الأمريكية، مساء أمس الجمعة، بحسب وكالة “الأناضول”.
وقال سوندلاند، في بيانه: جرى إبلاغي اليوم أن الرئيس يعتزم استدعائي على نحو فوري بصفتي سفير الولايات المتحدة لدى الاتحاد الأوروبي.
وأضاف أنه ممتن للرئيس ترمب ولوزير الخارجية، مايك بومبيو لمنحه “فرصة الخدمة”.
وفي وقت سابق الجمعة أيضاً، أقال البيت الأبيض، للأسباب ذاتها، ألكسندر فيندمان، أحد مسؤولي مجلس الأمن القومي، بعدما أدلى بشهادته ضد ترمب.
جاء ذلك بحسب بيان صادر عن ديفيد بريسمان، محامي فيندمان، أكد فيه أن موكله “تمت إقالته لأنه شهد بالصدق الذي كلفه عمله وتاريخه الوظيفي”.
وكان فيندمان أحد أهم الشهود الديمقراطيين في إجراءات عزل الرئيس الأمريكي، وهو ليفتنانت كولونيل بالجيش حاصل على وسام، وهو من حذر من خطر المكالمة التي أجراها الرئيس في 25 يوليو مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ولم يصدر حديث عن هذه المكالمة قبل شهادة فيندمان، إلا من مسرب معلومات مجهول ظلت هويته طي الكتمان حتى اليوم، إلى حد كبير، بالإضافة إلى جزء من نسخة مكتوبة أصدرها البيت الأبيض.
العديد من المحللين السياسيين أكدوا في تصريحات صحفية أن عزل ترمب للرجلين “انتقام منهما” للشهادة ضده في التحقيقات المذكورة.
وبرّأ مجلس الشيوخ الأمريكي ترمب، الأربعاء الماضي، من تهمتي “إساءة استخدام السلطة” و”عرقلة عمل الكونجرس”.
ويشغل الجمهوريون أغلبية في المجلس بواقع 53 مقعداً، مقابل 47 للديمقراطيين، في حين كان السناتور ميت رومني الوحيد الذي أعلن أنه يصوّت ضد تبرئة ترمب.
وكان الديمقراطيون وجهوا الاتهام إلى ترمب في 18 ديسمبر 2019، معولين على غالبيتهم في مجلس النواب.
وشكلت هذه المحاكمة محطة تاريخية في الولايات المتحدة، فهي ثالث مرة في تاريخها يقوم فيها الكونجرس بمحاكمة الرئيس ضمن آلية عزل، بعد أندرو جونسون عام 1868، وبيل كلينتون عام 1999.
وكان مجلس النواب قد صوت في ديسمبر لصالح تفعيل مساءلة ترمب من أجل عزله، وذلك بعد توجيه التهمتين المذكورتين.
وأثيرت قضية الإقالة في الكونجرس الأمريكي، عقب شبهات حول سعي الرئيس، دونالد ترمب، للحصول على خدمات سياسية من السلطات الأوكرانية، مقابل تقديم المساعدة لكييف.
ويعود أساس قضية المحاكمة إلى محادثة هاتفية في 25 يوليو 2019، طلب ترمب خلالها من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن “يهتم” بأمر جو بايدن، نائب الرئيس الديمقراطي السابق، المرشح لمواجهة ترمب في السباق إلى البيت الأبيض عام 2020.