أعلنت الخرطوم، الأربعاء، عن توافق بين رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت، وزعيم المعارضة ريك مشار، على تشكيل الحكومة في الموعد المحدد لها بالأيام المقبلة.
جاء ذلك في تصريحات إعلامية أدلى بها المتحدث باسم الحكومة الانتقالية في السودان، فيصل محمد صالح.
وقال صالح، إن رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، أحاط الاجتماع الحكومي، المنعقد الأربعاء، بتطورات عملية السلام في جنوب السودان.
وأضاف “حمدوك، أكد على عقد اجتماع رباعي في أديس أبابا (العاصمة الإثيوبية) خلال مشاركته في القمة الإفريقية (عقدت الأحد والإثنين)، ضم الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، وسلفاكير ومشار، بالإضافة إلى رئيس الوزراء السوداني”.
وتابع أن “الاجتماع شكّل اختراقا كبيرا جدا، لأن سلفاكير لم يكن يلتقي مشار خارج جوبا (عاصمة جنوب السودان)، وهذه أول مرة يلتقيان بالخارج، وحلّت من خلال الاجتماع المطول النقاط الخلافية، وتبقت نقطة واحدة في تحديد عدد الولايات بجنوب السودان”.
وأشار صالح، نقلا عن حمدوك، إلى أن المعارضة في جنوب السودان وافقت على مقترح عدد الولايات، لكن سلفاكير طلب مهلة للتشاور، دون تفاصيل أكثر عن فحوى المقترح.
ولفت إلى أنه “بعد أيام قليلة، سيتم الالتزام بالموعد المحدد (22 فبراير/ شباط) لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية في جنوب السودان بعد الاتفاق على بند الترتيبات الأمنية بين الطرفين وستعلن تشكيلة الحكومة”.
وفي 15 يناير/ كانون الثاني الماضي، بحث اجتماع مشترك بين أطراف السلام في جنوب السودان، تشكيل حكومة قبل انقضاء مهلة الـ100 يوم، التي حددها الضامنون (السودان وأوغند)، وتنتهي في 22 فبراير الجاري.
جاء ذلك في جلسة مباحثات عقدت في جوبا، ضمت سلفاكير ومشار، بحضور الوسيط السوداني محمد حمدان دقلو “حميدتي”، نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان.
وتمسكت حكومة جنوب السودان آنذاك بموقفها بعدد 32 ولاية، ولكن الأطراف بانتظار تقارير اللجان الفنية للبت النهائي بهذا الملف (تقسيم وعدد وحدود الولايات) الذي يعتبر أبرز الملفات الشائكة بين أطراف السلام بالبلاد.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، اتفقت الحكومة والمعارضة المسلحة بجنوب السودان، في اجتماع قمة عقد في مدينة كمبالا الأوغندية، على تمديد عمر الفترة ما قبل الانتقالية للمرة الثانية 3 أشهر، بعد إخفاقهما في معالجة القضايا العالقة من اتفاق السلام الموقع في 2018.
ويعاني جنوب السودان، الذي انفصل عن السودان عبر استفتاء شعبي عام 2011، حربا أهلية منذ أواخر 2013، اتخذت بُعدا قبليا، وخلّفت نحو 10 آلاف قتيل، ومئات آلاف المشردين.