أكد فؤاد أقطاي، نائب الرئيس التركي، أن إدلب شمالي غربي سورية بالنسبة لبلاده هي مسألة أمن قومي، وقال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو: إن بلاده ترغب في التقارب مع روسيا ولكنها ستتخذ خطوات أخرى عند الضرورة، في حين سقط المزيد من القتلى بغارات روسية على ريف حلب الغربي.
وخلال لقاء تلفزيوني، قال أقطاي: إن إدلب بالنسبة لبلاده هي مسألة أمن قومي وليست منطقة حدودية فقط، وإن أنقرة على علم بـ”المؤامرات” الجارية هناك وقد اتخذت وستتخذ كل التدابير اللازمة لإفشالها.
وأوضح أقطاي أن أنقرة أبلغت الشركاء؛ روسيا وإيران، بتفاهمات أستانا وسوتشي بشكل واضح، وأن عليهم أن يؤمّنوا انسحاب النظام السوري إلى الحدود، وإلا فإن بلاده ستضطر أن تفعل ذلك كما أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان.
وشدد أقطاي على أن بلاده أوفت بالتزاماتها في منطقة إدلب وفقاً للاتفاقات، وأنها عازمة على وقف تقدم قوات النظام السوري في إدلب، مكرراً التهديد بأن أنقرة ستستخدم القوة العسكرية لطردها إذا لم تنسحب بنهاية هذا الشهر.
وأشار نائب الرئيس التركي إلى أن تركيا تستضيف نحو أربعة ملايين سوري، ولا يمكنها استضافة مليون أو اثنين آخرين، لأن ذلك يشكل “عبئاً كبيراً لا يمكن قبوله”.
محادثات موسكو
وبدوره، قال وزير الخارجية التركي للصحفيين، خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ للأمن اليوم: إن بلاده ترغب في حل الخلافات مع روسيا بشأن منطقة إدلب بشمالي غربي سورية من خلال الدبلوماسية لكنها ستتخذ خطوات أخرى إذا دعت الضرورة.
وأضاف جاويش أوغلو أن وفداً تركياً سيتوجه إلى موسكو يوم الإثنين لإجراء محادثات بشأن إدلب، مضيفاً أنه سيجتمع أيضاً مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في وقت لاحق اليوم.
وعلى الصعيد الميداني، نقل مراسل “الجزيرة” بأنقرة عن مصادر عسكرية قولها: إن تدفق الأرتال العسكرية ما زال متواصلاً، وهي تهدف لتعزيز نقاط عسكرية على الحدود والمواقع والنقاط المنتشرة في إدلب، كما أقام الجيش التركي نقطة مراقبة جديدة في الشيخ سليمان بريف حلب.
غارات روسية
من جهة أخرى، أفاد مراسل “الجزيرة” بمقتل خمسة مدنيين جراء غارة جوية روسية على بلدة السحارة بريف حلب الغربي.
وأضاف أن قوات النظام السوري شنت هجوماً واسعاً من مناطق سيطرة الوحدات الكردية بريف حلب الشمالي الغربي في قرية باشمرا باتجاه قرية الشيخ عقيل التي توجد فيها نقطة مراقبة تركية، وأعلنت المعارضة السورية أنها صدت الهجوم بعد مواجهات “عنيفة”.
من جانب آخر، سيطرت قوات النظام على قرية أورُم الكبرى والمناطق المحيطة بها، بعد حملة جوية روسية على كامل الريف الغربي.
وبعد جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن أمس، طالب ممثلو خمس دول من الاتحاد الأوروبي النظام وحلفاءه بإنهاء هجومهم العسكري في شمالي غربي البلاد فوراً، والالتزام بوقف إطلاق النار.
وشدد الأوروبيون على إنقاذ النازحين، كما حذرت منظمات إنسانية اليوم من تفاقم أوضاعهم في ظل التصعيد العسكري المستمر، حيث أكدت منظمة “منسقو استجابة سورية” أن أعدادهم قاربت 900 ألف مدني.
ويعاني الهاربون من القصف والمعارك من البرد القارس الناجم عن تساقط الثلوج والرياح الباردة، إذ تفتقر خيامهم التي أقيمت على عجل لمستلزمات التدفئة.