– حماد: فرض العقوبات الجماعية على قطاع غزة جريمة حرب
– العوض: نتنياهو يريد إبقاء غزة على صفيح ساخن وجر الفصائل الفلسطينية لحرب جديدة
– عوكل: نتنياهو يريد خلط الأوراق قبل أيام من الانتخابات الصهيونية
ما زال قطاع غزة يعيش على صفيح ساخن، فلا تفارق طائرات الاحتلال سماء القطاع، وتغير بين الحين والآخر على مناطق متعددة فيه، حيث سمع، فجر اليوم الأحد، دوي الانفجارات في مناطق متعددة من القطاع ناتجة عن الغارات الجوية الصهيونية العنيفة ملحقة الدمار والخراب في ممتلكات الفلسطينيين، كما تطلق مدفعية الاحتلال بين الحين والآخر قذائفها على المناطق الشرقية من القطاع.
ولم يكتف الاحتلال بشن الغارات الجوية، بل قرر اعتباراً من اليوم تقليص مساحة الصيد واستمرار سحب 500 تصريح للتجار الفلسطينيين، ومنع إدخال الأسمنت وفرض سلسلة من العقوبات الجماعية في انتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية، وتأتي تلك العقوبات مع تأكيد الفصائل الفلسطينية عن نجاح جهود المصرية والأممية في تثبيت التهدئة لسحب الذرائع من الاحتلال من جر القطاع لعدوان جديد قبل الانتخابات الإسرائيلية المقررة في مارس القادم، حيث يحاول رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو استغلال الأوضاع والانقضاض على قطاع غزة من أجل النجاح في الانتخابات المقبلة.
تشديد الحصار
من جانبه، يقول الباحث الحقوقي حسين حماد لـ”المجتمع”: إن الاحتلال ينتهك القانون الدولي بفرضه عقوبات جماعية على قطاع غزة من خلال تشديد الحصار ومنع إدخال البضائع وتقليص مساحة الصيد، وهذا سيزيد من المأساة الإنسانية التي يعيشها القطاع مع استمرار حلقات الحصار عليه منذ 13 عاماً.
ولفت حماد إلى أن استمرار الحصار بهذه الطريقة ومنع إدخال المواد الخام سيزيد من الأعباء الاقتصادية على السكان، وهذا سيفاقم الأوضاع الإنسانية.
بدوره، قال القيادي الفلسطيني وليد العوض لـ”المجتمع”: إن نتنياهو يريد إبقاء غزة على صفيح ساخن وجر الفصائل الفلسطينية لحرب جديدة، من أجل أن يفوز في الانتخابات، حيث بات واضحاً تركيز معظم الأحزاب الصهيونية على الوضع في غزة، ودعوات للتصعيد، لذلك كل الاحتمالات وإرادة فيما يتعلق بالتصعيد.
وأشار العوض إلى أن الاحتلال يكثف من غاراته وعمليات التوغل لأنه لا يريد تنفيذ تفاهمات التهدئة التي تم التوصل إليها بوساطة الأمم المتحدة والقاهرة، وكل ما تم التوصل له في السابق تهرب منه الاحتلال.
دعوات لتصعيد الاغتيال
وقد ركزت وسائل الإعلام الصهيونية على الدعوات التي أطلقها قادة الأحزاب الصهيونية لتنفيذ سياسة الاغتيالات بحق رموز المقاومة الفلسطينية، وقد افتخر وزير الحرب الصهيوني نفتالي بينت أنه اغتال 30 فلسطينياً خلال فترة القصيرة منذ توليه وزارة الحرب التي لا تتعدى ثلاثة أشهر، مؤكداً أنه سيواصل تلك السياسة ضد الفلسطينيين.
أما زعيم حزب أزرق أبيض بيني غانتس فتوعد باستعادة الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة وفرض معادلة أمنية جديدة تمنع إطلاق الصواريخ والبالونات على المستوطنات، على حد زعمه.
هذا، وعقبت الفصائل الفلسطينية عمليات التصعيد الصهيوني بالتأكيد أنها جاهزة لكافة السيناريوهات، وأن الاحتلال يتحمل تبعات هذا التصعيد المتدحرج في القطاع، داعية المجتمع الدولي للتدخل لوقف جرائم الاحتلال.
وعقب الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل على الوضع المتفجر في قطاع غزة بالقول: نتنياهو يريد أن يفعل المستحيل من أجل كسب المزيد من أصوات الناخب في كيان الاحتلال، وقد يقدم على مغامرات في غزة ولكن دون الانجرار لمواجهة واسعة خاصة وأنه لا يفصلنا عن الانتخابات سوى 15 يوماً.
وأشار عوكل، في تصريحات لـ”المجتمع”، إلى أن نتنياهو سيواصل الضغط على قطاع غزة، من خلال استمرار تشديد حلقات الحصار عليه، ومواصلة التصعيد والمطلوب إستراتيجية موحدة لمواجهة سياسة التصعيد والحصار التي يمارسها الاحتلال ضد القطاع.
وكانت تقارير دولية حذرت من خطورة الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة في ظل استمرار الحصار الصهيوني، حيث وصلت معدلات الفقر لمعدلات قياسية.